8

28 2 1
                                    

هيلين

أنا أتألم ! كل عظمة بي تصرخ ألماً !
جسدي يؤلمني مما فعله فابيان و مازاد الأمر سوءًا البرد القارس و قطرات المطر الصغيرة التي تذرفها السماء .
عنقي ، خصري ، قدماي ... كلها تؤلمني !
شعرت أنني بالجنة حين وصلت لذاك المجمع السكني و توقفت استجمع طاقتي للمواصلة . لم أعد أريد أن أسير أكثر .

_هيلين ! ...
تجمدت مكاني للحظات عند سماع اسمي بنبرة غاضبة ، لم أفكر حتى بالبحث عن مصدر الصوت و أسرعت بالإستدارة و العودة أدراجي مبتعدة .
سحبت بقوة من معصمي فجأة ، لم أستطيع أن افتح عيناي لمواجهة المعتدي أو حتى محاولة الصراخ من شدة التعب . صحيح أنني حاولت إفلات نفسي . لكن قوتي لم تسمح لي !

_ ...هيلين ! اين كنت ! ...
إنه صوت إيريك الغاضب . زدت من إخفاض رأسي حتى لا يقابلني . هذا الأسوء . لم أكن أريده أن يراني بحالتي هذه !

سمعته يزفر بغضب و هو يتركني . لكن قبل أتراجع مبتعدة شعرت بشيء دافئ يلقى على كتفاي ثم إلتف حولي . و قبل أن أحاول فهم ما هيتيه . وجدت نفسي أرتفع عن الأرض

أرجو أن لا يكون ما أفكر به و حسب !
لم أفتح عيناي أبداً . شعرت بأن ما ' مَن' يحملني يتحرك ثم أتاني صدى يدل على فراغ المكان الذي وصلته . ثم تلاه الضوء الساطع و شعوري بالإرتفاع لإدرك أنني بالمصعد . لم أفعل شيئاً سوى أن غطيت عيناي بكفاي المتسخين أخفي دموعي التي بدأت تنهمر بالفعل . هذا شعور لا أستطيع وصفه !
ينتابي الألم و الإحراج و الحزن و أنني مثيرة للشفقة و عبئ على كل ما على الأرض بذات الوقت .
لماذا ليس مع عائلته . أنا متاكدة أنني أتيت متأخرة بما يكفي حتى يكون قد خرج !
أنزلني أخيراً فابتعدت عدة خطوات عنه لكنه أعاد جذبي إليه و  قال يسحبني
_ ...هيا لندخل ! و أبعدي يديك ! ستؤذيني عينيك
لم أنفذ ما قال حتى بعد أن دخلنا فأمسك بكلتا يداي و أراد أبعادهما بالقوة
_ لا ... لا تفعل !
نطقت أخيراً فقال مصراً دون أن يتركني :
_يديك متسختين ! قد تدخل بعض الأوساخ ليعينك و تلتهبان ...

أنت أغبى طبيب رأيته في حياتي !
أردت التراجع فعلاً و الإفلات منه . لكنه حملني مجدداً و لم يتركني حتى شعرت أنني وضعت على شيء طري .

ظل الصمت حولي طويلاً بعد تركه لي ، حتى شعرت بأنني وحدي بالفعل . أبعدت يداي عن عيناي و نظرت حولي متوجسة . ما يقابلني هو السقف . و نظرا للاضاءة الشبه ضعيفة فلا شك من ان الضوء قادم من المطبخ ، تنهدت بعمق أحاول منع نفسي من ذرف الدموع في تلك اللحظة . علي الإختباء و البكاء حتى أمل أو أنام ، شعرت بألم فظيع حين استقمت جالسة و حين أردت نزع ما تم لفي به أدركت أنه معطف إيريك . لكنه جديد

قبل أن أنهض أدركت أمراً واحداً .
أنا لست وحدي كما اعتقدت . إيريك واقف بجانب الكونتوار يحدق بي و بجانبه صندوق الإسعافات الأولية الذي أبغضه . كيف أو متى ... لا علم لي !
نهضت متوجسةً و استدرت فوراً لأتجه للغرفة المخصصة لي . لكنه ناداني موقفا لي :
_ ... توقفي عندكِ ! ...
لنقل ، أنني لم أكن أريد التوقف ... لكنني تجمدت .
تقدم سريعاً مني و قبل أن يصل أسرعت بغباء أريد الدخول لكنه أوقفني يمسك بمعصمي و أدارني نحوه فجأة فجعلت ذراعي الحرة فوق رأسي بتلقائية محتمية . ترك معصمي و قال بحزم :
_ ... هيلين . أنظري إلي ! عليكِ أن تنظري إلي الآن

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن