15

13 3 1
                                    

إيريك

وصلنا للسيارة و أدخلت العنوان بجهاز تحديد المواقع ليتبين لي أنه مكان بعيد جداً . في مدينة أخرى !

_ العنوان بعيد جداً ! سيستغرق وقتاً طويلاً
تذمرت محدقاً بالشاشة . قالت هيلين مصححة :
_ ليس بعيداً جداً !
_ إنه خارج المدينة
_ ليس كذلك ! لقد أخذتني إليه كارمن البارحة . لم يأخذ الكثير من الوقت ... لكن ... كيف عرفت المكان ، أنا لم أعطيك العنوان ؟
رمشت محدقاً بها ببلاهة للحظات ثم قلت أعود للموضوع :
_ المكان بعيد جداً ! لا أحب القيادة الطويلة
_ ل_ لكنك وعدتني !
_ أنا لم أعد . كان مجرد إقتراح ...
اتسعت عينيها بشدة و تقوست شفتيها تحدق بي . لماذ تبدو ... كالجراء بعبوسها هذا . أشاحت برأسها تخفي وجهها الحزين ثم أمسكت بمقبض الباب تريد الخروج . لا أريد أن أشعر بالذنب في كل مرة أذكر نظرتها هذه 

_ ...حسناً سنذهب لهناك ! ...
هتفتُ مستسلماً أقوم بتشغيل السيارة . لم أرد أن ألتفت إليها لكنني لمحت ابتسامتها الواسعة و هي تمسح دموعها بينما أقود السيارة للخلف . لن أستغرب إن كانت تسخر مني .

_ ... أين المكان الذي أخذتكِ إليه كارمن
سألتها عند خروجنا فأجابت محرجة :
_ لا أذكر
_ أتمزحين معي الآن ؟!
_ كلاّ . لم أستطع حفظ الطريق . ظلت كارمن تدخل لعدة طرق متفرعة .
_ ألا تستطيعين أن تتصلي بها لنعرف العنوان ؟
_ سأحاول ...
أجابت و أخرجت و رفعت هاتفها لتنفذ ، لكننا لم نحصل على إجابة
_ ... إنه يرن حتى يقفل . ربما هي مشغولة .
_ حسناً لنجرب شيئاً آخر إذاً ...
قلت و ركنت السيارة جانباً ثم أخرجت هاتفي لأدخل لتطبيق الخرائط

_ ... يوجد أربع مقابر في هذه المدينة . إحداها قريبة من الشاطئ . و الثانية بالقرب من قلب المدينة و الثالثة عند الأطراف . لكن سنستبعدها كونها جديدة بعض الشيء و مخصصة لعائلات محددة ... و الأخيرة بالطرف الجنوبي للمدينة ... كيف بدا المكان الذي ذهبت إليه ؟
جالت بنظرها أرجاء المكان مفكرة ثم قالت :
_ ركنت كارمن سيارتها عند الرصيف . لقد كان الطريق مزدحماً بالفعل و يوجد الكثير من المارة و المتاجر ... لم يبدو لي أن هناك مقبرة هناك في البداية
_ طريق مزدحم و مارة و محال ... إذاً لقلب المدينة !
استنتجت و قدت السيارة فوراً متجهاً لوجهتنا . لحسن الحظ أن الوقت باكر جداً . حين وصلنا لوجهتنا و صرنا أمام المقبرة استطاعت هيلين تمييز المكان بالغرفة الصغيرة بالقرب من الباب . دخلنا و إتجهنا للغرفة الصغيرة و التي كانت لحارس المكان . طرقت الباب و وقفت هيلين خلفي . لم أستغرب هذا على أي حال . فُتح الباب و استقبلنا رجل بدا لي في نهاية الأربعين ، بشعر أشعث و مظهر غير مهندم يدل على إستيقاظ الرجل من نومه لتوه . قال الرجل يبدل نظره بيني و هيلين :
_كيف أستطيع مساعدتكما ؟
_ نحن نبحث عن قبر ما . هل تستطيع مساعدتنا
أجبته فتراجع يفسح لنا مكان للدخول و إتجه لطاولة بها حاسوب قديم و سأل : 
_ ما اسم الميت ؟

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن