41

9 1 0
                                    

مرحباً جميعاً ~
رمضان كريم على الجميع ، و أتمنى أن تكونوا بصحة و سعادة جميعاً ♡

هذا الفصل نشر بشق الأنفس وسط الازدحام الشديد بين الدراسة و الإمتحانات و الإعداد لمائدة رمضان -حسناً ليست بالشيء الكبير جداً ... لكن يظل إعداد الطعام بالنسية لي إنجازاً أي كان قدره ، خاصة عندما يكون لغيري :)-

على أي حال ... أتمنى أن ينال الفصل إعجابكم . قراءة ممتعة ♡

إيريك

استمرت حالة هيلين المتدهورة تلك ليس ليوم أو إثنين . بل لأسبوعين ، أتت أمي خلالهما عدة مرات قائلة بأنها تعرف كيف تساعد هيلين . لكنني رفضتها . للتحديد ، رفضت أن تجبر على مقابلة احد او أن تفعل أي شيء .حتى أصبح لازماً علينا إقامة جنازة لائقة للسيدة آن .

هذا اليوم كان رمادياً غائماً و نحن في طريقنا للمشرحة حيث ينتظرنا فيليب. هيلين لم تتحدث طيلة تلك الأيام إلاّ بكلمات قليلة مختصرة . حين وصلنا استقبلنا فيليب و قد أراد تقديم تعزيته لهيلين . لكن الأخيرة أجابته بأن أتت خلفي حين مد يده نحوها فتراجع من تلقاء نفسه و أخذنا لندخل للغرفة التي تنتظر بها السيدة الراحلة آن

_ هلاّ منحتنا بعض الخصوصية ؟
همستُ طالباً من فيليب الذي أومئ موافقاً بتفهم و غادر بعدما أعطاني تقرير التشريح
تاريخ موتها ثابت، قبل ثمانية عشرة عام، كما أن القلب الذي عُثر عليه ينتمي إليها بالفعل . إضافة لذلك ،فكل الأعضاء التي كانت بالقرب من القلب المحنط تنتمي لها ... بمن فيهم الجنين ذا عمري التسعة أسابيع .المواد التي استخدمت للحفاظ عليها كانت قوية بما يكفي لتبقيها على حالها . بعض المواد كان نادراً و الكثير منها ممنوع حيازتها . إضافة أن الطريقة المستخدمة كانت مزيجاً بين طرق التحنيط عند الفراعنة و إحدى العائلات الصينية القديمة . إضافة للطرق الحديثة . بإختصار ... فقد حافظ عليها بالكامل .

رفعت نظري عن نتائج التشريح لأتفقد هيلين فوجدتها تهز جسد الميتة كمن تريد إيقاظها . أسرعت إليها لأمسك بكتفيها أبعدها . يالهي !

_ أرجوك استيقظي ! لا تتركيني وحدي أكثر أرجوك ... استيقظي أرجوك ... أرجوك ...
هتفت تحاول التملص مني لتعود لأمها . عانقتها بقوة بكلتا ذراعي غير مكترث بإصاباتي أحاول إيقافها . إلى أن اضطرت لتخديرها . أسف هيلين

بعد عودتنا . تأكدت أن هيلين ليست مريضة -أو بالأحرى لم ترتفع حرارتها- و أخذتُ طريقي للأريكة لأرتاح قليلاً من عناء ما واجهته لليوم . لكن قبل أن أتذوق طعم الراحة قطع رنين الجرس علي طلبي .نهضت مستنكراً صوت جرس الباب . عادة يقتحم الآخرون المكان أو يضربون على الباب بغجرية . فتحت الباب متعجباً فقابلني آخر شخص قد اتوقع حضوره . خاصة لمنزلي !

_أبي ! ... مالذي تفعله هنا ؟!
_أخبرني فيليب بما فعلته ! ...
أجاب متجهماً و أبعدني قليلاً ليدخل ، تابع يجول بنظره أرجاء المكان بازدراء :
_... أين هيلين ؟
_نائمة !
_تقصد مغماً عليها
_أي يكن . ما سبب زيارتك سيد لامبيرو
قلت ممتعضاً من جملته إلتفت إليّ بعدما كان ينظر حوله ليقول أمراً لي :
_ قهوة خالية من سكر . يحب أن أكون بذهن صافي و صبر واسع حتى لا أدفنك تحت البناية
_إن أتيت للشجار فأجّل زيارتك الغير متوقعة لوقت آخر .

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن