42

3 2 1
                                    

إيريك

في الأيام التالية للجنازة ، لم تتحسن حالة هيلين مقدار ذرة . بل أصبحت اسوء . لم تعد تنام بشكل جيد و بالتالي لم أنم بدوري . كونها تحتاجني أن أكون مستيقظاً حتى لا تنتابها نوبة هلعها المتعلقة بالنوم تلك .
يدي لا تزال بالجبيرة و لا أخرج من المنزل إلاّ للحالات الحرجة و التي لم تحدث بعد و كل ما أحتاجه أقوم بطلبه ليصلني . لم أتحدث مع أدريان إلا قليلاً . كما أنني لم أرى أحداً من الرفاق بعد الجنازة ، باستثناء ديفيد الذي يأتي بين الحين و الآخر لإحضار الطعام 

نهضت عن الأريكة التي اصبحت سريري منذ عشرة أيام تقريباً و مددت أطرافي بكسل ثم اقترب من هيلين لأتفقدها فكانت نائمة .
و هذا وحده جيد . فكرت بأن أذهب لتحضير الغذاء ، لكنني غيرت رأيي بمجرد أنني تذكرت بأنها لن تتناول شيئاً مجدداً .
جلست على طرف السرير بالقرب منها أدقق بين تفاصيلها بصمت
يجب أن تخرج مما هي فيه . أنا متأكد من هذا
لكن ليس لدي أدنى فكرة عمّا يجب أن أفعله . الشخص الوحيد الذي أعرف أنه قد يساعد بهذا هي أمي لأنها شاركت في العديد من المناسبات التوعوية حول الإكتئاب  و ماشابهه
لكنني لن أتصل بأمي على أي حال . ليس اليوم أو الغد أو حتى الأسبوع القادم . لا يهمني

تحركت قليلاً لأركز حواسي نحوها . لكنها لم تفعل شيئاً سوى أن زادت من تكورها حول نفسها و حسب . ابتسمت بجانبية محدقاً بها بخيبة مني نفسي . أتمنى أن أعرف كيف أخرجها مما هي به .

إشعار رسالة من هاتفي أخرجني من دوامتي لاتفقدها و أجدها تذكيراً من أدريان بأن علي إزالة الجبيرة ... لقد حان وقت وداعها .

كامل الوقت الذي استغرقته في الذهاب و إزالة الجبيرة ثم العودة كان أقل من ساعة . حين عدت أسرعت بتفقد هيلين فلم أجدها بغرفتي حيث تركتها . ليس بالحمام أو الشرفة . و في النهاية توقفت أمام غرفتها . قبل أن أدخل طرقت الباب أناديها فاتتني ردها السريع الذي فاجأني . دقيقة واحدة !
منذ متى هيلين ترد بسرعة .

_ هيلين ! هل أنتِ بخير ؟
_أنا بخير ! أريد بعض الخصوصية و حسب
صمتُ قليلاً مفكراً ..  حسب خبرتي بها فهي لا تكون هكذا إلا في حالتين . إمّا بائسة أو مريضة . و أنا أرجح الخيار الثاني !

_ هل أنتِ مريضة ؟ هل هناك ما ...
_ فقط اتركتي ! ...
هتفت منزعجة رافضة أي تدخل مني . و هذا جعلني أقلق أكثر و أضع الخيار الأول أمامي . و دون أي اضافة فتحت الباب .

فور أن فتحت الباب استدارت واقفة نحوي و هي تخبئ يديها خلف ظهرها . الشك أمر سيء
_ ... أخبرتك أنني أريد البقاء وحدي !
_ ماذا هناك ؟! ...
سألتها مستنكراً تذمرها فأشاحت برأسها بعيداً منزعجة . تقدمت إليها مدققاً بها لتتراجعت بدورها خائفة

_ ... مالذي يجري هيلين ؟ ماذا تخبئين خلف ظهرك ؟
سألتها عندما توقفت أترك بيننا مسافة متر تقريباً و قد أصبحت هي عند الزاوية
_ ل-لاشيء ! ا-الا أستطيع الحصول على بعض الخصوصية و حسب
_ ماذا تخبئينه خلف ظهرك ؟
_ قلت لك لاشيء !
_ إذاً أريني يدك
لا أستطيع أن أثق بها و هي تتحدث بهذه الطريقة

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن