قبل 26 عام
فرانك بانش
حين تصل لآخر العمر، تتمنى أن يكون حولك من يهتمون بك بصدق . سواء كانوا أبناءًا أو أحفاداً ... أو حتى زوجة !
بالنسبة لي، فقط أمضيتُ شبابي كاملاً بالعمل؛ تزوجت في السادسة و العشرون كزواج شراكة أكل عمري كاملاً .
زوجة لايهمها سوى الشكليات و المال الذي أجنيه . و أبناء لم يروا بي إلا مصرفهم المتحرك . هكذا كنت . شخص يجني المال للآخرين.حين تقاعدت أردت أن أكافئ لقاء المال الذي قدمته لهم على الأقل ، لكن أحداً لم يهتم بي !
" اجلس و انتظر طعامك "
قالت دروندا لي ذات مرة و هي تعد نفسها للخروج مع بناتنا ."يأوصي لك بممرضة "
قال أكبر الأبناء هانز دون أن يرهق نفسه عناء رفع نظره عن هاتفه. شعرت بأنني غريب جدا عنهم، مالذي أمثله لهم غير أنهم من صلبي بحق! كرهتهم جدا! ... لم يكترث لي أحد منهم . والدتهم كانت كل شيء لهم تقريباً؛ بينما أنا ... كنتُ غير مرئي !أردتُ الإنتقام منهم بأي شكل . و وجدت هدفي إهانة والدتهم!... أي ممرضة تأتي أغريها بمالي حتى أحصل على ما أريد منها
ممرضة تلوى الأخرى، خادمة بعد خادمة و أنا لا أتوقف . غير مكترث لغضبهم و إهانتهم نحويانتقلت للعيش بعيداً عنهم في أحد الفنادق التي أملكها بعدما انفصلت عن والدتهم و بدأت عيش حياتي بطيش يعجبني . تعددت علاقاتي و من ترفضني أجبرها بما أملكه من نفوذ . صحيح أنها ليست مرتي الأولى ، فقبل أن أتقاعد مرت بي العديد من النساء اللواتي لا يتكررن. لكنني لم أكن أظهر الأمر كما الآن
كانت ليلة رأس السنة، ثاني سنة أقضيها وحدي بعد انفصالي عن تلك الزوجة و أطفالها. جلستُ عند غرفتي المعتادة بإحدى الحانات التي أرتادها كثيراً.
تقع حانة اللوتس في أطراف مدينة مجاورة . بعيدة بما يكفي حتى لا يزعجني أحد .لاحظتُ ليلتها وجود غريب بالحانة . جدران غرف الشخصيات المهمة زجاجية عاكسة . أي أنها تسمح لي لأنظر لمن بالخارج .و هم لا يستطيعون. راقبتها و هي تقدم الطلبات الزبائن . لم تكن تنظر لوجوههم أو تبتسم لهم حتى ، أعجبني قوامها و مشيتها الرزينة التي لا تناسب المكان و قررتُ أن أحصل عليها .
ناديتُ مساعدي الشخصي الوفي و الوحيد الذي ظل لي و أمرته بأن يطلب المديرة لتأتي_ بماذا أخدمك سيد بانش؟
أتت إليزابيث وايت سريعاً و سألتني بابتسامتها اللزجة تلك_ أريد ان تقوم بخدمتي العاملة الجديدة
اجبتها بإختصار .
_ عاملة جديدة ؟ ...
استفهمت مفكرة ثم هتفت متذكرة :
_ ... تقصد آن ؟! التي ترتدي فستاناً أحمر
_ اجل هي
_ أوه بالتأكيد سيدي سأرسلها لك فوراَ
قالت و خرجت بسرعة منفذة . و حين أقول بسرعة فأنا أعني أن المطلوبة قد أتت بعد أقل من عشر دقائق تحمل صينية بها كأس شمبانيا و طبق روبيان مع الصلصة.
طلبتُ العديد من الأطباق تناولت إثنين أو ثلاثةً منها و الباقي جعلتُ مساعدي يتولى أمره مكافئة مني على عمله لهذا العام . حتى قررتُ أن أقدم لها عرضي .
أنت تقرأ
هيلين |Helen
Mystery / Thrillerهيلين كلير ؛المرأة المعجزة كانت هذه الشخصية التي إختارتها امي لتقتبس اسمي منها انها سيدة و رغم ما كانت تعانيه من نقص شديد إلا أن التاريخ قد خلدها و ذكرها كاحدى اكثر النساء كفاحا فقدت بصرها و سمعها و لم تبلغ العامين بعد ؛ في البداية كانت تتلقى تعل...