بارت⁴⁰
لِـ «كيـان فريـدة».
بقلم منارجمال"شجن".
« في شقة شادي»
دخل شادي بسرعة وبينادي علي مراته: جوري، جوري إنتِ فين؟ نوران يا نور.
بيلف في كل مكان ودخل اوضة بنته وعيونه وسعت من الصدمة وفي ثواني جري علي مراته اللي واقعة في الأرض ومغمي عليها، شدها وقعدها علي رجليه وبيضرب علي خدها بخفة وهو مرعوب جدًا عليها وبيحاول يفوقها: جوري حبيبتي فوقي.
بيحاول معاها وجوري بتتكلم بصوت ضعيف جدًا ومهموس يكاد يُسمّع: بنتي.. نو.. نور..ان.
شادي بلهفة وقلق عليها: جوري اصحي انا شادي حبيبتي ردي عليا بالله عليكِ.
لسه جوري علي نفس الحالة ومش بتنطق غير إسم بنتها ومغمضة عيونها وبتحرك راسها ببطء شديد، شادي شالها ونيمها في السرير ومسك إيدها وبص ليها: حاولي تكلميني يا جوري.
جوري فتحت عيونها بتثاقل وشادي عيونه عليها وبصت ليه وضغطت علي ايديه اللي ماسكة إيدها واتكلمت بصوت يوجع القلب وبقهرة: نوران ماتت.
شادي اتلجم من كلامها ومش بينطق حرف واحد وجوري إبتدت تبكي بهستيريه وتكرر نفس الجملة: نوران ماتت يا شادي بنتي ماتت،(بصت ليه بندم ودموعها مالية عيونها) ماتت بسببي بنتي مبقتش موجوده، خسرت بنتي الوحيدة بسبب شغلي.
شادي بغضب مُفاجئ: بس كفاية.
سكتت فجأة من غضب وصوت جوزها وشادي كمل: مفيش حاجه من دي صح بنتنا بخير ومش هتسيبنا.
بتبكي وبتهز دماغها بنفي وشادي مكمل كلامه: هرجعها ومش هرحمهم.
جوري بعصبية وبُكاء: هي مبقتش موجوده أصلا خلاص.
شادي شدها لحضنه وضمها بقوة وبيمسد علي شعرها وجوري بتزيد في البُكا والنحيب: قتلوها يا شادي.
شادي بعدها عنه بهدوء ومسحلها دموعها: فهميني فيه ايه وليه بتقولي كده كفاية عياط وعرفيني الل حصل.
جوري بصوت مخنوق وبتتكلم بصعوبة: رجعت من الشغل ودخلت بدور عليها ملاقتهاش وكلمتك افتكرتك اخدتها معاك الشغل وانت قولتلي لأ وبعدين قفلت معاك وكنت لسه هكلم روح وماما وخالد أسالهم ممكن تكون راحت ليهم اتفاجئت برسالة جاتلي ع الفون.
دموعها نزلت ومبقتش قادره تتكلم وشادي بيشجعها تكمل: وبعدين!؟ رسالة إيه دي؟.
جوري بصت في عيونه وبتبكي: حد خطفها ومكتوب في المسدج "اللي بيلعب معايا مش بيكسب نوران بنتك ماتت".
بتشهق وتتنفس بصعوبة وشادي قام من مكانه وعيونه بتدور علي فون مراته ولاقاه واقع في الارض، اخده وفتحه وشاف المسدج اللي قالت عليها جوري وطلع فونه وعمل اتصال واتكلم فيه: تعالا عندي حالًا في رسالة تهديد وصلت ليا من رقم مجهول ومش ظاهر في ظرف خمس دقايق الاقيك قدامي.
قفل المكالمة وضم جوري ليه وبيتكلم بهدوء عكس الشعور اللي حاسس بيه: دا تهديد بس متخافيش ونوران هتكون في حضنك النهارده.
#منارجمال
#كيان_فريدةفي مكان تاني وتحديدًا ع الصحرواي ومفيش مخلوق موجود في المكان دا غير عربية كبيرة جواها شابين وشكلهم وش إجرام وعيونهم علي نوران وهي قاعدة ورا بملل وبتهز في رجلها واتكلمت بضيق: وبعدين معاكوا بقا هتفضلوا خاطفني كدا كتير فين الزعيم بتاعكم عشان يتعرف عليا.
بصوا ليها بدهشة ومستغربين رد فعلها وهي كملت بمرح: قولي يا عمري انتوا بقا اعداء لماما ولا لبابا؟.
الشاب مبيردش عليها وعيونه علي الشاب اللي بيسوق ومش عارف يرد يقولها إيه، نوران مطت شفايفها بضيق وبصت للشاب اللي سايق وبتكلمه: طب قولي انت يا بيبي.
الشاب مكمل سواقة ومردش عليها ونوران سكتت وبعد وقت اتكلمت تاني بزهق: يجماعة بقا إيه الزهق دا، فين الاكشن فين الرعب فين؟.
بص ليها الشاب التاني بدهشة منها ونوران غمزت ليه: طب ما ترد عليا انت اللهي تنستر مين فيكم اللي هيقع في غرامي ويحبني وياخدني رهينة وينتقم من ابويا او امي فيا انت.
الشاب هز دماغه بنفي ونوران بصت للي بيسوق: يبقي انت شكلك تقيل وانا بموت في الواد التقيل.
بص ليها ببرود من المرايا ومكمل سواقة ونوران مش موقفة كلام معاهم طول الطريق لحد ما دماغهم كانت هتنفجر منها ومن رغيها.
نوران ليهم: وعارفين إيه اللي ينرفز بقا البطل اللي في الرواية بعد ما خلاص حبها تظهر الحرباية قريبته اللي جاية تفرق ما بينه وبين البطلة.
الشاب بفضول: وبعدين حصل إيه.
نوران ببسمة: هحكيلك يا زوز انت قمر وبقيت صاحبي خلاص مش زي الرخم ده.
شاورت علي اللي سايق وبص ليها بغضب ورجع بص لصاحبه بنظره واحدة خلاه يسكت تماما وميتكلمش معاها وبص قدامه ونوران مطت شفايفها بحزن: كدا يا زوز تسمع كلامه وانا اللي كنت لسه بقول عليك جدع وابن ناس مش وش إجرام أبدًا.
جي اتصال للشاب اللي بيسوق ورد عليه: تمام سعادتك هي معانا.
مجهول بصوت كله حقد وكُره: نفذ حالًا.
الشاب بإيماء: تحت امرك.
قفل المكالمة ووقف العربية في الصحراء علي الطريق وبص للشاب التاني بنظره هو فهمها ونزل من العربية نزل نوران ومسكها ومشي بيها لقدام شويه والشاب التاني خرج مسدسه وسحب الزناد وخرج وراه ووقف قصاد نوران والشاب الأول ماسكها، نوران قلبها بينبض بعنف وخوف وبتحاول تداري قلقها: لا لا احنا متفقناش علي كده هو انا اتضحك عليا في الرواية اللي كنت بقرأها ولا إيه احيه ياما دا طلع بجد.
بصت للشاب اللي ماسكها وبتترجاه: بالله عليك يا زوز خليه ينزل المسدس دا، دانا حتي طفلة وغلبانة يرضيك اموت وانا لسه مكملتش قراءة باقي الرواية؟.
علي نفس الطريق اللي نوران فيه ماشي تاكسي وفجأة عطل ووقف وبيحاول السواق يشغله مش بيشتغل واتكلم الشاب اللي راكب معاه بهدوء: وقفت ليه ياسطا.
السواق بضيق: شكله التاكسي عملها تاني وباظ.
الشاب بجدية: طيب حاول تاني يمكن يشتغل.
السواق بنفاذ صبر: طالاما مشتغلش من المحاولة الأولي يبقي مش هيشتغل هو خربان والله وقولتلك متركبش معايا انت اللي صممت.
الشاب ببسمة: ياعم دا رزقك ولعله خير فيه ورشة قريبة من هنا طيب؟.
السواق بنفي: للأسف لأ الطريق دا مقطوع ونادر لو لاقيت حد سايق عليه.
اتنهد الشاب بقلة حيلة: طب هنزل اشوف التاكسي واحاول فيه يمكن يشتغل.
نزل الشاب وقلع الجاكت اللي لابسه رماه علي التاكسي والسواق نزل معاه وواقف جمبه، الشاب لسه هيشوف التاكسي من قدام ويفتحه لفت نظره وجود عربية كبيرة باللون الاسود وواقف شاب بعيد عنها ورافع مسدس، عيونه وسعت من الذهول وقرب اكتر ووراه السواق وشاف شاب تاني ومعاهم بنت صغيرة واحد فيهم ماسكها وهي بتزق اللي ماسكها ومش قادره تتحرك من مسكته ليها، في لحظة كان بيجري بسرعة قصوي والسواق معاه أول ما شاف الموقف ونوران بصت جمبها لاحظ شابين جايين عليها واستخبوا ورا العربيه السودا والشاب بيعملها إشارة بإيديه بمعني تبص قدامها ومتلفتش نظر المجرمين ومتقلقش، بلعت ريقها بخوف وبصت قدامها وغمضت عيونها بفزع أول ما شافت الشاب بيضغط علي مسدسه وخلاص هيقتلها، صوت الرصاصة طلع ونوران حست انها بتموت فتحت عيونها ببطء وشاف الشاب اللي بينقذها ماسك مسدس المجرم ورافعه لفوق وفي لحظة كان ضربوا برجله في بطنه وقعه في الأرض وابتدي يضرب فيه بقوة ومش بيديه فرصة يتنفس حتي، السواق مسك حديدة كانت في الأرض وضرب بيها الشاب التاني علي دماغه وقع مغمي عليه ومش بينطق، نوران هنا ظهر كل خوفها ورُعبها اللي كانت بتداريه في هزار وكانت بتحاول تبان شجاعة كفاية والسواق بص ليها بقلق: عملوا فيكِ حاجه وحشه؟
نوران هزت دماغها ببطء والشاب اللي انقذها وقف من فوق المجرم وقرب منها بسرعة وبيتكلم بأنفاس عالية: إنتِ كويسة؟.
بصت ليه بضياع وعيون مشتته وأومأت بخفة وفي لحظة كانت هتقع ولحقها الشاب بسرعة بقلق وفقدت وعيها.
شالها بين إيديه وركب عربية المجرمين والسواق ساقها وبص للشاب: هنروح بيها فين؟.
الشاب وهو عيونه عليها وهي في حضنه ومغمي عليها: هاخدها البيت عندي شكلها حياتها في خطر ولازم تكون في أمان.
السواق اومأ وبص ليه باستغراب: هو انت اسمك ايه؟.
الشاب بجدية: اسمي صابر.
بعد ساعة فاقت نوران وبصت للمكان اللي هي فيه واستغربت هي فين؟ اوضة بسيطة ومفيش حد فيها، لسه هتقوم من مكانها شافت باب الأوضة بيتفتح ودخلت بنت صغيرة وشكلها بريء وإبتسمت ليها: إنتِ صحيتي؟.
نوران بقلق: هو انا فين دلوقتي؟.وانتِ مين؟.
البنت ببراءة: إنتِ في بيتنا وانا توتا.
نوران ابتسمت: اهلا يا توتا مفهمتش برضوا انا فين ماما وبابا أكيد قلقانين عليا دلوقتي.
برا الأوضة واقف صابر مع والده وبيتكلم معاه: يا حج افهمني انا لاقيت بنت قدامي ناس بتحاول تقتلها وفي إيدي انقذها يرضيك اسيبها واعمل نفسي مش شايف؟.
عم أشرف بتعب: يابني مش القصد انا بس قلقان عليك انت اللي تتأذي البنت دي شكلها من عيلة كبيرة باين من لبسها وشكلها وكمان الناس اللي حكيت عنهم وكانوا هيقتلوها شكله الموضوع مش سهل.
صابر بهدوء: ربنا معايا وعالم بيا يا حج أشرف متقلقش عليا.
عم أشرف بقلة حيلة: يعني انت جاي من جامعتك زيارة ولا تقع في مصيبة بس كان مالنا ومال كل دا يبني احنا ناس علي قد حالنا
وانا واختك مش وش بهدلة.
صابر بصوت هادي وحنون: يابابا ليه بتقول كدا بس والله مفيش حاجه هتحصل متقلقش انا واثق في ربنا وانه هيقف جمبي لاني ساعدت بنت صغيرة من الموت ومش هيخذلني وصدقني هتصرف وهسلمها لأهلها في اسرع وقت وانت وتوتا هتكونوا في امان هي راحت فين صحيح.
لف حواليه وبص لباب اوضته شافوا مفتوح وبص لأبوه: شكلها دخلت للبنت هدخل اشوفهم.
عم أشرف أومأ واتنهد: ماشي انا رايح اجيب أكل عشان نتعشي.
صابر: خليك ارتاح انت وانا هروح اجيب.
عم أشرف بحنو: لا يحبيبي ارتاح انت شوية انت جاي من سفر ومش هتأخر عليكم..
مشي عم أشرف ودخل صابر اوضته شاف نوران قاعدة تضحك مع توتا وابتسم ليهم وقرب منهم وبص لنوران: حمدالله علي سلامتك.
بصت ليه نوران وقلقت: انت اللي انقذتني من اللي كانوا هيقتلوني صح؟.
صابر هز دماغه بخفة ونوران بصت ليه بتركيز: حاسة إني اعرفك.
صابر باستغراب: تعرفيني ازاي؟.
نوران وقفت وقربت منه وركزت جدًا في ملامحه ورافعه راسها ليه وصابر مستغرب نظارتها ليه وهي اتكلمت فجاة بعد تفكير: إفتكرتك انت صابر صح؟.
صابر بعدم فهم: عرفتي اسمي ازاي (بص لتوتا اخته) إنتِ قولتيلها علي إسمي.
توتا هزت دماغها بمعني لأ ونوران مدت ايدها ليه بيأس: ممكن فونك لحظة.
صابر خرج فونه من جيبه وسلمه ليها بهدوء ونوران اخدته منه وابتدت تقلب فيه بتركيز ودقة وفتحت حسابها علي الفيس من عنده ودخلت علي اكونت موسي وقلبت في الصور وجت عند صورة وبصت فيها وضحكت بفرحة: احساسي طلع صح اهوه مش دا إنت.
عدلت شاشة الفون علي صابر وكان متصور مع موسي ونوح أكتر من صورة وصابر بص لنوران بغموض: ايوه دا انا انتي مين برضوا وتعرفي اكونت موسي منين؟.
نوران نزلت الفون وبصت ليه وابتسمت: موسي يبقي ابن خالتوا روح.
صابر سكت للحظات وبيفكر وشاور عليها بصدمة: نوران بنت مدام جوري؟.
هزت دماغها بسعادة وطفولة وصابر كمل بذهول: ازاي هو انتوا مش كنتوا مسافرين وكمان معرفكيش لانه اللي اعرفه مدام جوري مانعة ظهورك ع السوشيال ميديا وفي القنوات لحمايتك واسمك بس اللي معروف.
نوران بجدية وبراءة: دي حقيقه ماما فعلا مانعة اني اكون شو للناس عشان مبقاش في خطر.
صابر ابتسم: طب دا كدا جميل أوي وهعرف اوصلك ليها بسهولة انا كنت شايل هم ازاي ارجعك لاهلك من غير ما تتعرضي للخطر تاني والحمدلله اني شوفتك ولحقتك.
نوران ابتسمت بخفة وصابر كمل: بس انتي ازاي اتخطفتي ومين الناس دول؟.
نوران بحزن: كنت متعرفة علي بنت من علي الفيسبوك وطلبت تقابلني وكلمتني وقالت انها تحت بيتي قدرت اهرب من الجارد اللي حارسين العمارة عشان بضايق من وجودهم معايت ونزلت ليها ملاقتهاش وبعدين كلمتني تاني وقالتلي انها علي آخر الشارع روحت ليها وفجاة لاقيت عربية خطفتني فيها شابين ومعرفش مين هما ولا تبع مين اللي انت شوفتهم دول وضربتهم انت وعمو اللي معاك وبس.
صابر نفخ بضيق من تفكيرها: وهو انتي أي حد يقولك عايز يتعرف عليكِ ويشوفك تقومي نازلة تشوفيه عادي؟.
نوران بندم ودموع: مكنتش أعرف ان كل دا هيحصل.
صابر بهدوء: طيب اهدي انا هكلم موسي واقوله انك معايا وهو هيقول لمدام جوري ووالدك أكيد.
نوران بدموع وحزن: بابا وماما اكيد قلقانين عليا وهيزعلوا مني لو عرفوا إني نزلت وهربت من الجارد وهما منبهين عليا مخرجش من غيرهم (شهقت برعب) بابا ممكن يخاصمني وميكلمنيش تاني عشان اللي عملته دا.
أنت تقرأ
كيان فريدة (الجزء الثالث من روح الزين)
Mysterie / Thrillerهي فريدةٌ من نوعها لها سِحرٌ خاص، هو شخصٌ حاد الطباع يُريدُ الإنتقام لِما حدث لوالدته من قِبل أبيه، ويا للعجب عندما تكون الفريدةُ الحارس الشخصي لِأبيه.