جحيم صياد

الجزء الخامس

نظرت له بتوجس منتظرة ما سيقوله ولكنها تفاجئت بكلماته وهو يستند بأريحية على مقعده.
فريد: الا تريدين أن تخبريني شيئا؟

لم تفهم مقصده فى بادئ الأمر ولكن سرعان ما احمرت خجلا لتذكرها أنه من المفترض أن تشكره
لتضيق عيناه بعبث لا يليق بمظهره
فريد: حسنا، سأخبرك انا.

لم تجيب على كلماته وكأنها ابتلعت لسانها
ليبتسم بسخرية جعلت قلبها ينقبض
فريد:لا تخافى من التحدث معى، ثقي لن اقتلك الان إن لم يهوانى حديثك.

تشعر حقا أنه لربما بهذه الخطورة ولكنها لم تتوقع كلماته التى يحاول أن يستفزها بها
ملك: اننى لست خائفه منك.

رفع إحدى حاجبيه وقال بهدوء
فريد:انتى كاذبة، فى حقيقة الأمر أرى أنك خائفه وبشدة
ملك:ماذا تريد منى الان؟
فريد: حسنا، من المؤكد أننى لم اقطع كل تلك المسافة و أنتظر حضورك لأسمع كلمة شكر على ما فعلته لشقيقتك الصغيرة وانما من المؤكد هناك سببا أخر.

غضبت من طريقته وتسالت مجددا
ملك: رجاءا أخبرنى ماذا تريد منى وبدون مقدمات.
فريد: بدون مقدمات أريدك زوجة لى وعلى وجه السرعه لتسافري معى.
ملك:لما كل تلك الثقه، اريد أن أخبرك أننى لم اتزوج بك ولن اترك بلدى ولا أسرتي، وأعتقد أننى لم اطلب منك دفع المال لعلاج شقيقتي.

هز رأسه باقتناع ولكنه فاجئها بسؤاله
فريد: لربما انتى على صواب، ولكنى سأسالك سؤالا هل تعتقدي أننى كنت سأطلق صراحك إن لم ادفع المال للإجراء الجراحي لأختك.

هز رأسه بالنفى وأكمل
فريد: ببساطة انتى اخذتى منى ما هو أهم من المال

ضاقت عيناها بعدم فهم
ملك: أننى لم اخذ منك شيئاً

ابتسم ساخراً وتكلم مهدداً بطريقه ملتويه
فريد: لنتفق عزيزتى أننى لم اتعامل معكى حتى الآن إلا بالرفق وأنكى أيضا لم تري وجها قد يخيفك حقا.

وقفت ملك فجأه وتكلمت بصوت مرتفع نسبياً
ملك: أننى لم اخذ منك شيئا ولن أتزوج بك، اتعلم؟  نحن كمصريين لدينا مثلاً شهيرا يقول لتركب أعلى ما فى خيلك.

وهمت أن تغادر ليمسك بمعصمها ورفع عيناه لها بنظره جعلتها تلعن ذاتها على كلماتها التى تفوهت بها.

قام واقفا وهو مازال ينظر لها ولأن فرق الطول بينهم كبير كان ينظر لها من ارتفاعه نظره لربما جعلتها تتأكد أنها أجرمت بكلماتها.

ثم انحنى ليقترب من اذنها وهمس بصوت يشبه فحيح الافعى
فريد: المثل المصرى أصله اركب اعلى ما فى ثورك وليس اعلى ما فى خيلك، والثور عزيزتى يطيح بمن يقف أمامه.

ثم ابتعد عنها ومن ثم ترك معصمها وأشار لها بيده وكأنه يسمح لها بالمغادرة
وقفت لحظات تلعن تلك الكلمات التى تفوهت بها فهى ترى أمامها رجلا على ما يبدو لها فولاذي لن يتنازل عنها كما ترى أنه محاط بهالة تخيفها حد الموت
انتبهت اخيرا لوقفتها عندما رفع إحدى حاجبيه وكأنه مستفسرا عن سبب وقفتها، فغادرت سريعاً من أمامه.