جحيم صياد

السابع والخمسون

نظرت لعيناه بتوتر فعيناه رمادية تدل على غضبه العارم
اغلق الباب خلفه وتسأل بهدوء لربما هو الهدوء الذي يسبق العاصفة
- اخبريني يا ملك هل لا تريدي أن تتكرر مأساة زواجك بي مع مريم
- انا لم اقصد...

قاطعها
-لا تجملي الحديث الان فقط اجيبي باختصار فقط بنعم او لا

لتتكلم ساخرة وكأنها طفح بها الكيل:
-هل تحدد الان عدد الكلمات التي ستخرج من فمي

ليصرخ بها غاضباً
- نعم احدد فقط اجيبي
- نعم لا أريدها أن تتزوج مثلما تزوجت انا

حاول أن يهدء من غضبه ليقول متسألا
- هل تري حياتك معي مأساة هل انا قد تسببت لك في اذي حقيقي منذ أن تزوجت بك! اخبريني الأن هل مازالت تعتقدين أنني من أمر بجلدك

لم تشعر بنفسها وصوتها يرتفع وتخرج كلماتها بقهر:
- هل هذا كل ما انت تراه في الأمر حسنا اليك الحقيقة كاملة يا عزيزي.

وبدأ صوتها ينخفض وكأنها متألمة:
-اتعلم أنني كلما تذكرت جامعتي اشتاق اليها اتعلم أنني اشتاق لحلم وعدتني انت بتكملته هنا ولم تفي به اتعلم أنني حتي بمجرد أن أتذكر حلمي بأن أكون طبيبة اتذكر يوم وجدت نفسي مفصولة من كليتي أري نفسي وانا استند على احدى الجدران وانا ابكي معلنة بأن حصوني انهارت
اتعلم أنني كلما تذكرت وطني اتذكر كيف كنت سأكون انا واهلى بلا مأوى إذا رفضت الزواج بك فقط لأنك قررت انا اكون انا أحدي ممتلكاتك

ابتسمت بسخرية جنونية:
- اتعلم أنني كلما تذكرت أن اختي أصبحت بصحة جيدة اتذكر كيف ساومتني بحياتها.

ثم بكت بقوة:
- اتعلم أنني كثيرا ما اتذكر هذ الرجل الغارق بالدماء والذي كنت تضربه بقلب حديدي وأتذكر كيف كنت ستعلقني مكانه فقط لاعتقادك أنني اهاتف جاك.

- اتعلم أنني كلما نمت على ظهري اتذكر تلك الآلام الناتجة عن الجلد الذي تسببت انت به

- ولا تقول لى انك لم تأمر بجلدي فإن كنت انت أخبرتني منذ البداية بطبيعة عملك لم يكن سيستطيع جاك التلاعب بي ولا كنت فكرت انا في الهروب منك و إن لم تأمر بحبسي في الظلام في قبو قصرك لم يكن أحدي الاوغاد جلدني حتي الموت

-هل تستطيع أن تتخيل احساسي بأن عظامي قد أصبحت عارية اثر الجلد؟

- هل كل هذا وتعتقد أنني لم أعيش مأساة، أتريد أن تعلم ما هي اكبر مأساة في حياتي، في حقيقة الأمر هي كوني منقسمة لنصفين نصف يعشقك ......نعم فبداخلي قلب احبك ولا اعلم كيف أو متي لربما انت قد وفيت بوعدك لي عندما أخبرتني يوما ان قلبي سيكون لك ولكن هناك نصف اخر بداخلي يأبى أن هذه الذكريات لا يستطيع الحب أن يمحوها.

- ذكريات حقا تجعلني أعيش في مأساة ولن أسمح بأن اجعل اختي ورغم تأكدي من حبها لجاك أن تعيش نفس المأساة.