الثالث والخمسون

334 13 2
                                    

بكت بصوت مرتفع وارتفعت صوت أنفاسها المتقطعة اثر البكاء ومن ثم ردت بوضوح:

- ألا ترى نفسك في المرأة!

ضاقت عيناه فهو لم يفهم ما تقول لتكمل:
- أنت أكثر رجلا وسيما قد رأيته يوما لربما رائع أيضا وتتمسك بأشيائك ولكنني من المستحيل أن أكون مع شخصاً يعاملني كأسيرة فأي فتاة في العالم تتمني أن ترتبط بمن يعاملها كملكة وانا لست بمثل الفتاة التي ترضخ لأنها خائفة.

أكملت بكاء وقالت بصوت مرتجف:
-اتعلم أنني اخاف منك حد الموت رغم انك رجلا أقل ما يقال عنه وسيما وأفضل أن أموت على يداك أكثر من أن أموت راضخة لتسلطك الأعمى.

صمتت للحظات ومن ثم أكملت:
ماذا لو كنت رجلاً تتعامل برفق؟ ماذا لو كنت أكثر رومانسية؟ ماذا لو كنت تعاملت معي منذ البداية بتعقل؟

كانت كلماتها البسيطة لربما مفتاح نجاة لها الأن من بين يديه او بمعنى أدق لربما تلك الكلمات التي خرجت بعفوية إعادته لصوابه، أكملت بصوت يكاد أن يكون مسموعا له:
- أتعلم لربما وقتها أحببتك حد الجنون، ولربما وقتها كنت تركت العالم أجمع لأكون معك ولربما أيضا وقتها فضلت البقاء على جزيرة منعزلة عن العالم ولكن يكفي انها معك.

لقد كانت اخر كلماتها تتوجه لجزء شخصيته المحببة لقلبها ولكنها مازالت تري شخصاً قد يقيدها في القبو مع الفئران ليحصل على قلبها لتكمل كلماتها بتحدى صارخ رغم صوتها المرتجف من البكاء:
- ولكنني الأن أفضل الموت عن البقاء معك لأنك قد تقيدني مع الفئران فقط لتحصل على قلبي بدلا من أن تكون حنونا محب.

لم يتوقع أن يسمع منها تلك الكلمات التي إعادته لصوابه ليعود للخلف خطوتان ومن ثم يلتف ويجلس على المقعد يفكر في كلماتها أنها محقة لقد كان قاسي معها لأقسى الحدود.

ولكنه لن يستطيع أن يعيدها بمثل هذه السهولة لربما كبريائه يمنعه.

كانت هى تنظر المنتظرة رد فعله على كلماتها ولكنه قال بهدوء:
- انتي على حق ولكنني أن فقدتك سافقد روحي معك.

عبست بوجهها فهو يعود لمغازلته الغريبة والتي لا تتلائم مع موقفه ولكن لتسمعه دون أن تعقب.

أكمل كلامه:
- أتعلمين انتي اخر ما لا اريد ان أفقده لذا أفعل ما أفعله الأن، انتي لا تعلمين معني ان تفقدي كل من أحببتهم يوماً وكأن القدر يريدني وحيداً، لذلك لا أستطيع أن أتركك.

صمتت قليلاً وكادت أن تتكلم ولكنه وقف وهو يقول:
- سأتركك الآن لتهدئي وسوف نكمل حديثنا وقتا اخر.

وغادر وهو عابس الوجه يحاول أن يخفي تأثره بكلماتها.

غادر ومن ثم اغلق الباب خلفه لينقبض قلبها فمن الواضح أنه لم يتراجع عن عقابه لها.

كانت مازالت واقفة وهناك مرآة في اخر الحجرة لتنظر لنفسها ولشعرها المشعث المحيط بها كستار،  ولفستانها القصير الجميل.

جحيم صيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن