جحيم صياد

الثالث والثلاثون

بينما توقف الزمن حول جاك هل هو وصديقه تم التلاعب بهم من قبل شارلوت وتوماس؟

شعر أنه تائه ليلقي بنفسه على مقعد خشبي بجانب فراش جمال.
- رأي ارجع لفريد وتكلم معه انا متأكداً أنه في انتظارك.

نظر له جاك وتسأل فى عقله هل بعد أن أختطف زوجته وأخيه سيتفاهم فريد أم سيظهر وجهه الآخر وخاصتا أنه من الواضح أنه ظلمه ماذا اذا ظن به أنه يخونه مع زوجته.

لقد شعر لأول مرة في حياته أنه احمق ولربما شعر بالخوف لانه يعلم جيدا أنه أخطأ في حق صديقه ولن يكن من حقه أن يدافع عن نفسه من ما سيفعله فريد معه.

لا يعلم كيف لم يفكر أنهم قد يكونون تحت مؤامرة
لعن غبائه وخرج من كوخ جمال ليجلس أسفل تلك الشجرة العملاقة.

استند برأسه على تلك الشجرة وتسأل كيف سيصل له صديقه؟ كل ما يريده الأن أن يصلح ما أفسده ولكن كيف؟ ولكن أيضا ماذا لو وصل فريد له اولا؟
كان هذا هو التساؤل الأهم الذي يدور في عقله الأن.

ابتسم بسخريه فمن المؤكد أن فريد يتذكر جيدا تلك الشريحة التى فى كتفه ومن المؤكد سيصل للجهاز إذن فليضع جاك عنصر المفاجأة فى خطته ليصلح الأمور

ولكن حتى وإن اصلح الأمور بينهم فمن المؤكد لن تعود كما كانت يوما.

لقد كان احمقا ولم يفكر ولو قليلاً كان متأثراً بما حدث لأخيه يشعر بالاحباط والخيانة من صديقه
ولكن لما يخسر كل شئ.

بينما كانت مريم تشعر بالخوف اثر وجودها فى هذا الكوخ وحيدة تريد أن تذهب لملك فهى لن تغفو لها عينا وهى وحيدة فى هذا الكوخ، فهى لم تنام وحدها منذ وفاة والدها.

فتحت الشرفة لتحاول ان تقلل من توترها المبالغ فيه
ليسمع جاك صوت شرفة الكوخ فيلتف برأسه ينظر لها ليبتسم ابتسامة هادئة فليفوز بشيئا بعد كل هذه الخسائر التى بحياته  لربما لم تراها مريم فى الظلام ولكنها تعلم جيدا أنه ينظر لها عن كثب.

لذا قررت أن تعود للكوخ فهى لا ترى ملامح وجهه جيدا لربما اعتقد انها تريد الهروب فكادت أن تعود للكوخ وبالطبع هو لاحظ حركتها ليقف سريعا ويقول بصوت جاد يصل لها عبر تلك المسافة:
- قفي مكانك يا مريم

وقفت مكانها ومن ثم أبتلعت غصة فى حلقها ونظرت له بقلق وهو يتحرك لها كانت ملامحه غير مقرؤة، بالنسبه لها وتسأل:
- لما لم تنامي حتي الأن
- صدقني لم أكن لأخرج انا فقط

ليقاطعها متسائلاً:
- خائفة؟
- جدا.

جلس جاك أرضا أمام الشرفه التى بمستوى الأرض وقال لها:
- انا جالس هنا، لا تخافي.
- ولكن انت في حد ذاتك مخيف للغاية.

ضحك جاك بصوت مرتفع ومن ثم قال لها:
- في حقيقة الأمر أني لست بمثل هذا الشر الذي انتي تتخيليه.