جحيم صياد

الثالث والاربعون

انتبه جاك لهذا الجرح الذى فى كتفها والذى أزالت من فوقه القطن الطبى ليقترب منها فجأة.

وبالطبع تراجعت للخلف فهى لم تفهم لما اقترب فجاءه منها ولما عبس بوجهه.

امسك بكتفها ليزداد توترها وخاصتا أنها تناست أمر الجرح فى حضرته أو بمعنى أدق من تأملها له.

لتحاول أن تفلت منه خائفة ليقول لها بهدوء أمرا:
- أهدأي.

وسحبها بهدوء لتجلس على مقعدا بجانب الفراش
كان نبض قلبها يجعلها تشعر بهذا الطنين فى أذنها
وكأن عقلها هو من ينبض محذرا إياها.

كانت تراقبه بعيناها وهو يخرج من إحدى الإدراج لفافة قطن طبي.

لتهدء من روعها فلقد فهمت ما ينوى فعله، لينحني بجانبها وقام بتعقيم جرحها مما زاد الألم عند تلامس المطهر للجرح لينظر لها بعين عطوفة تختلف تماما عن شخصيته التى تراها دائماً.

لف القطن حول الجرح بأحكام وهو يقول:
- لا يجب أن يكون الجرح دون غطاء.

فى حقيقية الأمر لم تهدأ ولو قليلاً بسبب شعورها بأنه هو الذى أطلق عليها النيران
لتقول بصوت يكاد يسمعه أو بمعنى أدق ام تكن تريده أن يسمعه:
- أن ام تطلق نيرانك لم أكن بمصابة الان.

بعد أن قام واقفا التف لها برأسه عند سماعه لكلماتها لتبلع غصة فى حلقها.
- نعم لكنتي الأن في تعداد الموتى.

ثم التف لها بكامل جسده و انحنى ليستند بيديه على مسندي المقعد ويهمس بجانب أذنها:
- سأجعلك تشكريني لأنني أطلقت النيران عليكي.

لم تفهم معنى كلماته ولكنه أعتدل لربما سمح لبعض الهواء أن يعبرون لها خاصتا أن وجنتيها احتقا بالدماء اثر اقترابه منها.

نظر جاك لتلك الشرفة الكبيرة فى حجرته ليشير لها أن تتحرك معه.

خرج كلاهما الشرفة ليقف بجانبها ومن ثم يشير لخارج الاراضب المحيطة بقصره

فى حقيقة الأمر لم تنتبه قبلا أن تنظر لكل تلك المسافة.

لقد كان بالفعل على حق فهناك غابة شجرية كثيفة حول أراضي قصره.
- لكي أن تتخيلي اذا كنتي خرجتي وحدك من هنا لم تكن لتستطيعي الوصول للطريق العام بدون سيارة وكان هناك إحتمال كبير أن تصلي طريقك بين الأشجار ومن المؤكد لكانت لدغتك العقارب والافاعي.

- أخبرني كيف تخرج من هنا إذن؟
ضحك جاك
- اتريدين أن تعرفي لتجربي أن تهربي مجدداً.
- لا لم اقصد ذلك، حقا لم اقصد ذلك.

قالت ردها مندفعة ليقول لها:
-هناك ممر ضيق بين الأشجار لسيارة واحدة

ثم اقترب ليهمس بأذنها:
- ولن تستيطعين أن تخرجي إليه ون سيارة لأنه طريق جبلي

شعرت بالخوف يتملك منها وخاصتا أنها تأكدت أنها أسيرته ولكنها تستطيع أن تهرب منه بمجرد أن تخرج من هذه الغابة.