جحيم صياد

الواحد والثلاثون

ولأول مرة فريد يشعر بتلك الوحدة فكل من حوله يتساقطون اولا أمه ومن ثم اخته وزوجته وصديقه وها هو اخيه يتعهد بأن الأخوة بينهم ليس لها مكان.

مر باقى اليوم دون جديد عدا أن جاك قد أدخل لمريم إحدى العبوات المغلقة لتأكل ومن ثم فاقت ملك من نومها لتجد هى أيضاً إحدى العبوات بها طعاما.

ثم قرر جاك أن يغلق على كلاهما ويذهب للشاطئ ليركب تلك الطائرة الخاصة الموجودة بهذا المكان الساحر ليذهب فى مهمة إكمال ما بدء.

وفى مساء اليوم التالي بينما كان يتسكع جمال فى إحدى الحانات التى أعتاد أن يذهب إليها خرجت إحدى الرصاصات من مسدس كاتم للصوت لتصيبه بأحترافية.

ليقع جمال أرضا غارقا فى دمائه، وبعد عدة ساعات كان قد تم نقله لإحدى المستشفيات فى أستراليا و قد تم الأتصال من داخل المستشفى بأخيه وقد أدلى إحدى أصدقائه فى هذه الحالة ببياناته.

ليهرول فريد إلى المستشفى ظنا منه أنه سيجد جمال ولكنه وللأسف أكتشف أنه قد أختطف من المستشفى وبعد مراجعة الكاميرات وجد فريد جاك يتحرك بفراش أخيه المصاب خارج المستشفى وهو ينظر للكاميرات بسخرية وكأنه يبلغهم أنه هو من اختطفه، ومن الواضح أن جمال كان فاقدا للوعي.

لقد عرف فريد من إحدى الأطباء أن الأصابة كانت فى قدمه ولكن هذا الجرح لابد من معالجته حتى لا يتسبب فى مشاكل صحية وخاصتا أن الرصاصة اخترقت العظام وعبرت من الجهة الاخرى.

شعر فريد أنه أوشك على أن يجن وخاصتا أنه لن يفضل التعامل مع جاك بالأخص بطريقته ولكن ومن الواضح أنه لابد من أن يستخدم طريقته فى إعادة زوجته وأخيه.

وصلت الشرطة لتحقق فى أمر أختفاء ولكن كان لفريد رد فعل أسكت الشرطه فبمجرد أن رأى جاك يغادر بأخيه كان رده على الشرطي.
- لا تقلق أيها الشرطي فهو مع جاك صديقه.
- لما لم يبلغ أحدا أنه سيأخذ الحالة.
-لربما هو على عجلة من أمره.

نظر لمشهد الكاميرا وغادر بهدوء يتنافى مع تلك النيران التى بداخله، لكنه عاد وهو يعرف جيدا كيف سيأتى بجاك.

بينما أخذ جاك جمال وعاد لقصره سريعاً به ومن ثم أخذ طائرته الخاصة وغادر به كان يظن أن فريد سيلحق به.

ولكن فى حقيقة الأمر فريد يعلم الطريقة التى سيأتى بها جاك له.

لقد حقن جاك جمال بنفس المخدر الذى حقن به ملك فلن يستيقظ الا بعد عدة ساعات.

أما مريم فبمجرد أن سمعت صوت تحليق طائرة فتحت تلك الشرفة الصغيرة والتى لم ينتبه جاك لغلقها على تلك الصغيرة لان ببساطة لن يستطيع ايا من الفتاتان أن يغادروا تلك الجزيرة الصغيرة المهجورة.

رأت مريم تلك الطائرة لتستنج ببساطة أن المغادر بها هو من اختطفها.

لتبتسم بدهاء وتقرر الإنتظار قليلا لتتأكد من عدم وجوده ثم تقفز من الشرفة فلقد استعادت صحتها كاملة بعد إتمام العملية التى تكفل بها فريد الذى تكن له الأحترام رغم مقابلته لمرات قليله وهى متاكدة تماما أنه لم يكن هو من أراد أن يسئ لأختها ملك كما أنها متاكدة أنه من المؤكد هناك مؤامرة ضدهم لتدمير حياتهم.