قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي المجموعة الثانية

(بناتي جيشي)

بوقتها ردت اي شغلة احسن بيها وضعي … جنت مدرس و عندي مبدأ … المبدأ غلط حسب رأي الاغلبية … يكولولي درس خصوصي حالك حال ست فلانة و استاذ فلان … اني اعرف التدريس الخصوصي معناها انطي استحقاق لطالب بس هو مو حقه … اغلب المدرسين يصير بينهم و بين نفسهم صراع نفسي .. يعني هو يدرس طلاب بالصفوف الي يدرسهم .. و يجي بالامتحان يشوف اجاباتهم مخربطة رغم ما همه يدرسون يمه .. زين .. شيسوي بهل الحالة اذا رسبهم معناها راح اهل الطلبه يكولوله لعد انته مو دتدرس ولدنه … شلون يرسب .. و من باب ثاني يحس انو تدريسه غلط لذلك لازم ينجحه و ينطي درجات عاليه و هالطالب ميستحقها .. اني هيج جانت فكرتي و ما جنت اقبل على روحي ادرس احد و انطي درجات مو درجاته اذا جاوب غلط … علمود هالشي كمت ادور شغلة اضافية احسن بيها دخلي المادي … عندي عائلة مكونة من ٣ بنات و امهم … زوجتي متعرف تقرا و تكتب … و ربة بيت ممتازة و بنت عائلة كلش طيب و محترمة بالمنطقة و اهلها جوارين العمر وي بيت اهلي و على هالاساس اني تزوجتها … والدي و والدتي توفو و اني الوحيد الهم .. عملي مدرس رياضيات … اصلي من بغداد و مولود ببغداد بمنطقة شعبية بسيطة … مواليدي ١٩٦٣ … احب التدريس و احب اشوف الطالب يفتهم شرحي و بداخلي افرح من اشوفه يجاوب على كل سوال من ضمن المادة الي ادرسها … للأسف زوجتي توفت بسبب مرض عضال بعمر صغير و عافتلي مسوولية ٣ بنات … الف رحمه على روحها … وراها متزوجت و اكون كاذب و منافق اذا ما فكرت بهل الشي .. بس خفت على بناتي … مسوولية البنات و مصرفهم بمرور الزمن اكبر بهواي من مصرف الشباب .. لان الشباب يكدرون ورى عمر معين يعتمدون على نفسهم و يساعدوني ..
اني  صرت الاب و الام بنفس الوقت جنت اخاف على بناتي … يعني اذا يتاخرون  بالدوام واني اكون بالبيت اتخبل اطلع بره اوكف انتظرهم … بمرور الوقت المصاريف زادت وبيوم من الايام جتني بنتي الوسطانية و كالت بابا سهام جانت يمنا الصبح و طرحت عليا فكره .. كلتلها شنو ؟؟
كالت نسوي قراصات و طوك مال شعر و سوارات و اكسسوارات بس عمل يد … ((( بهل وكت يصيحولها هاند ميد))) كلتلها حلو … و بدو بناتي يشتغلون هالشغلة بس اني وياهم و اساعدهم … وكلتلهم لاتكولون كبال سهام بابا يساعدنه لان بوقتها استحيت … جان احلى وقت عندي من اكعد وياهم بالصالة عالزولية و نحط صينية جبيرة بيها الغراض و السيلكون الي نلزك بي و نلزم شغلة شغلة نسويها … و نسولف و نضحك … جنت اعرف اسامي صديقاتهم كلهم … و من يحجون كبالي ولا عبالك اني ابوهم … عبالك صديقتهم و بعمرهم … و اني اتشاقى وياهم و همه كل شوية يبوسوني .. و من ينامون من وكت جنت اسهر اكمل شغلهم خصوصا من عندي دوام ظهري … بوقتها جان يدخلنه فلوس على هالشغلة بس مو هواي …و الحمدلله شوية تحسنت الحاله … و بعدين بنتي الجبيرة كالت بابا اني اسوي بورك و هواي اكو ناس تحب تشتري اكل بيت … شنو رايك اسوي بورك و اجمده و ابيعه للناس … و هم قبلت و كمت اساعدها بالشغل … واساعدها بكل شي … و بالمنطقة الكل يحب بناتي و يحترمهم حبا بيا و بأمهم الله يرحمها … طبعا هواي جوي خطابه عليهم بعمر صغير بس اني جنت ارفض لان اريدهم يكملون دراستهم بس هالشي ورى ما اسألهم لان ما احب اجبرهم على شي … و الله رزقني بشغلة قريبه بالمنطقة بمكتبه … ابو المكتبة جنت اتسوك منه شغلات قرطاسية الي و للبنات … بيوم من الايام سألني و طبعا هو يدري بيا مدرس … كالي استاذ اني ماعندي وكت للمكتبة بسبب عملي الثاني شنو رأيك تلزم المكتبة … كيفت و خصوصا المكتبة بمنطقتنه و قريبه من بيتنا عالشارع العام … و الله ماشها للسنين و بناتي دخلو كليات و تخرجو و توظفو و عندي الجبيره الحمد من الله دكتورة اسنان و الوسطانية مهندسة و الصغيرونه اداب انكليزي … حاليا اني جد .. و اني المسوول عن تدرس احفادي .. كل ما اتذكر العوائق الي صادفتني بتربية بناتي اكول معقولة كدرت اوصلهم للي همه بي حاليا عالرغم من ضعف الحاله المادية بذاك الوقت .. مرات اصفن على نفسي و اكول اني ما جنت مدلل بناتي لدرجة كل الي يريدوه يلكوه كبالهم … و جنت اجيبلهم هالاكدر عليه … ما فد يوم تذمرو على ملابس و لا شكو من شي … جانو قنوعات … زين ليش ما صادقو بناتي مع العلم اني لهذا عمري ما مديت ايدي عليهم و منطيهم الحريه و جان عدنا تلفون بالبيت .. ليش ما تعاركو وي صديقاتهم ؟؟
ما اتذكر بيوم تعاركو ؟؟؟
زين امهم توفت وهمه صغار … يعني المفروض يكونون حزينات دائما … بالعكس همه الي جانو يصبروني و يضحكوني و يضحكون وياي … اني الله رزقني بجواهر .. و من امشي بالمنطقة ماكو واحد ميوكفني يسألني عن صحتي و يسألني عن بناتي هم … بالاسماء حافظين اسماء بناتي … الكل يدعيلهم … الكل يحبهم … طبعا هسه اني عايش وحدي و همه ما قابلات هالشي لازم بالاسبوع افتر يمهم ابات يم كل وحده يومين اقل شي … و بنهاية الاسبوع يجون تلاثتهم وي جهالهم يمي بالبيت … و هالحجي التلفونات مشتغلة اسده من وحده و تخابر الثانية .. يتعاملون وياي على انو اني امهم و ابوهم و صديقتهم و اختهم و اخوهم و ابوهم … وعلى نيتي و على نيتهم الله رزقهم برياجيل محترمين و ولد عوائل …
هسه اجي للنقطة المهمة … من تزوجت اني جنت متفق وي زوجتي نسوي طفلين بس …ولد و بنية فقط … و جنت بيني و بين نفسي اتمنى يجوني ولد ثنين بس و اكلها لزوجتي خلي منسوي بعد جهال و هالشي ابد ما حجيته كبال زوجتي و جنت ضامه بكلبي … و من جوني ثنين بنات كلتلها نسوي بعد طفل بلكي يجي ولد … هي ضحكت الله يرحمها كالت مو كلت بس ثنين … كلتلها لا نجيبلهم اخ يساعدهم و يساعدني من اكبر … و قبلت الله يرحمها … و هم جتني بنية … اليوم ورى هالعمر … سألت نفسي سوال .. معقولة اني جنت اريد بس ولد … معقولة اكو ناس تضوج من خلفة البنات ؟؟
بناتي جيشي الي احارب بي الدنيا و اصلا حاربت بي قبل و انتصرت … انتصرت بوجودهم حبيباتي … اللهم احفظلياهم و احفظلي عوائلهم .. و انطيني العمر بس اشوف خلفة بنتي الصغيرة لان شوية متعطلة و وراها اخذ امانتك … هاي امنيتي بالدنيا … وبس ..
(بناتي جيشي)
انتهى اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابوـبغداد

صفحة الانستغرام للقصص المصورة و القصص القديمة  …
‏https://www.instagram.com/iraq.txei/
و صفحة السناب بالصورة الشخصية للصفحة