الثَانِي.

9.7K 667 166
                                    

" كريس "
| داخل إحدى حانات نيويورك |

الثانية صباحاً

الظلام و الظلام و المزيد من الظلام ، تجرعت الكأس الأخيرة بحدة و نظري مُعلق بها ولا أحد سواها
امرأة بهيئة قديسة وروح مُدنسة تعلم متى تُلقي شباكها و متى تُرخيها ، أبله هو من ظن أنها لهُ يوماً كـ سراب في وسط الصحراء القاحلة تظل تعدو خلفه حتى تزفر أنفاسك الأخيرة و يبدو لكَ في النهاية وهماً

" كريس؟ "

بدى صوتها مُتغنجاً بفجاجة فـ رفعت بصري إليها ببرود

" ماذا؟ "

إقتربت بطريقة مُقززة هامسة أمام شفتاي

" أشتقتُ لكَ. "

إبتعدتُ مجفلاً عاقداً حاجباي

" ليست تلك الأمور من شيمتك لورا ، ماذا تريدين مني. "

تأملتني بحنق لثواني إستحال لبرود

" أرغب ببعض المال لقد أنفقتُ لك ما لديَّ. "

حدقت بها في قرف حقيقي ، أشعلت سيجارتي و نفذت دُخانها في وجهها ببرود

" أنتِ مقرفة. "

قلتُ من بين أسناني لتبتسم ببلادة

" أخبرتني بهذا مراراً عزيزي. "

وضعت يدي على وجهي بيأس ، جمعتُ أغراضي ناهضاً دون أن أعيرها أي إنتباه ، خرجت من الحانة يلفح الهواء بارد وجهي حتى وصل لعظامي مرجفاً جسدي ، عُدت بذاكرتي لساعات مضت بعدما إقتحمت صمت حياتي أنا ومريم فتاة غريبة.

" مواعيدك الغرامية ؟ "

سألت بنبرة عابثة لتبتسم بخجل وهي تزفر

" آسفة وتين عصبية قليلاً. "
" قليلاً؟ "

سخرتُ بفظاظة لتتوتر و ترتجف يداها ، حاوطت يداها ببسمة مطمئنة

" لا بأس أنا أتفهم. "

غارت عيناها بحزن دفين إستطعت رؤيته عبر عيناها الشفافتان

" ما بكِ مريم ؟ "

رفعت عيناها وقد بدأت تتبلل بقطرات دمع ، إرتجفت شفتاها و كانت على مشارف الإنهيار لتهمس بتيه

" هل يمكننا المشي قليلاً ؟ "

سحبتها دون كلمة وأنا أضع الحساب ، مشت صامتة و دمعاتها تنحدر تبلل الأرضية الاسفلتية

" ألن تخبريني ما بكِ. "

وقفت فاجأة و صدرها يعلو و يهبط بجنون صرخت برجفة

" لقد تعبتُ كريس ، إلي أين سنصل أنا وأنتَ ؟
علاقتنا شبه مستحيلة و معقدة و الحل إما أن تتنازل أنتَ عن دينك إما أنا أتنازل أنا عن ديني ، وأنا وإن جلدتني لن أترك ديني لإدراكي أنه دين الحق حتى وإن لم أطبق جميع شعائره ، ثم ماذا كريس أنا أحبكَ ويزيد تعلقي بكَ يومًا بعد يوم أخبرني ماذا أفعل ؟! لا أريد أن يتضرر قلبي أكثر من ذلك ، أرغب بأن يجمعنا بيت و علاقة جدية و لكن كيف و كلما آراك آرى ذلك الصليب في معصمكَ و أشتم رائحة الكحول و التبغ معاً ، أنتَ لا تدرك ما أمر بهِ و كم النزاع الدائر بداخلي ، أنتَ لا تدرك ما قد يفعله بي والداي إن علموا بعلاقتنا تلك، قربكَ جحيم و بعدك جحيم أخبرني ماذا أفعل ؟ "

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن