" كريس "
الواحدة ظهرًا
|قطار مُتجه نحو تُركيا|بعد مرورنا بعدة دول صعدنا للقطار المُتجه لتركيا ، وتين قد أسندت رأسها على النافذة في بؤسٍ بالغ بينما أنا أضع سماعات أذني بلا إكتراث ظاهري ، أُراقب حركة جفونها الرتيبة بـ شرود.
" كم تبقى لنا؟ "
أفاقني سؤالها عن تأملها و مظهرها كان غاية في التيه ، تحيط جسدها بشال كبير أسود و حجاب رأسها لونه داكن
حتى تظن أنه مات لها عزيز ، إعتدلت بهدوء أُخاطبها" بقى ساعتان. "
" ظهري يؤلمني كريس."قالت بتعب شديد وقد أشفقتُ عليها
" تجلدي وتين ، لقد بقيَّ القليل مُقارنًا بالذي مضىٰ."
هزت رأسها بخواء وأنا أسترجع الـ أربعة وعشرين ساعة السابقة ، لقد كانوا مُنهكين بحق و جسد وتين الأنوثي بطبيعته لم يتحمل كل تلك المشقة ، رأيتها تُخرج كتاب مُزخرف بكلمات عربية و نقوش غريبة وقد بدأت تقرأ منهُ في خشوع وسكينة.
أبعدت بصري عنها مُركزًا في هاتفي ، دقائق مرت وشعرت بها تغلق الكتاب لأسأل بفضول بعد أن رأيت سكينتها الظاهرية
" ماذا كنتِ تقرأين؟ "
أجابت ببسمة طفيفة لم تُخفي ألمها
" القرآن الكريم. "
هززت رأسي بتفهم و أنا أشبك يداي في بعضهما
" لم تخبرني لماذا تركيا تحديدًا ؟ "
سألتني بترقب
" لديَّ معارف هناك ، و أيضًا هم لن يبحثوا عنا في قارة مختلفة في البداية ، لذا أمامنا وقتٌ لإيجاد حل ، لكن رجائًا لا تقومي يإستعمال هاتفك فـ سيكشف أمرنا إن قومتِ بهذا ، أعدكِ أن أجعلكِ تتواصلين مع عائلتكِ لكن ليس قبل أن تستقر الأمور. "
رأيتها تهز رأسها بسخرية مُتمتة
" لا أظنهم يتحرقون شوقًا لرؤيتي في الواقع. "
ثم عادت لصمتها المطبق واللذيذ ، تشبه روح ساكنة مُبهجة تمنح قلبك راحةً لا تصدق رغم تحفظها الدائم.
***
"وتين"
" لن يحدث هذا كريس ، لن أبيت معكَ في مكانٍ واحد أبدًا. "
قُلتُ مدافعة وأنا أقف على باب الشقة ، مرر يده بين خصلاته في توتر واضح
" وتين أرجوكِ اليوم فقط لن نجد فندق الآن وميزانيتي لا تسمح لي من الأساس. "
أشفقتُ عليه قليلًا و خاصة وهو قد حذرني من إستخدام بطاقتي المصرفية ، نظرت لهُ بعجز ليردف بإصرار
أنت تقرأ
عَتمتهُ.✓
Romance" كل ما بكَ مُنفر لدرجة فاتنة! " الغلاف من تصميمي. بدأت في الـ ٢٨ من يناير ٢٠٢٢ انتهت في الـ ١٠ من أغسطس ٢٠٢٢