"وتين."
غفوت قليلًا لأستيقظ فزعة على رنين هاتفي، نظرت للرقم بتشوش و أنا أجيب على عجلٍ:
" مرحبًا قصي، أنتَ بخير؟! "
سألت بقلق، لا يتصل بي يوميًا بإلحاحٍ هكذا.
" بعثتُ لكِ بشيء ألقي عليه نظرة. "
" حسنًا أبقى معي. "فتحت تطبيق الواتساب تحديدًا المحادثة الخاصة به، اتسعت عيناي بصدمة و أنا أردف بهلع:
" ما هذا! كيف؟ "
" لا أعلم. "نبرته الكئيبة تلك جعلتني أتأوه داخلي بحزن، كيف يمكنني التخفيف عنه!
" سأحادث والدي و أستفهم منه، كيف يقول بإرسال وثيقة بفصلك فاجأة هكذا دون سابق إنذار.. "
صمت فاجأة عندما لمع بذهني وجه وليد، ماذا!؟ أيمكنه فعل هذا!
" لا تحادثيه، لا فارق من هذا أنا لم أعد أرغب بالعمل. "
نهضت متوجهة نحو النافذة أتحدث بصوتٍ مكتوم كي لا أيقظ أنس.
" ما الذي تقوله أجننت؟ لقد عملت بجدٍ الفترة السابقة، أسيذهب تعبكَ أدراج الحياة هكذا بمثل تلك السهولة؟ "
سمعته يردد بلا مبالاة:
" لا يهمني الأمر، لقد حادثتكِ فقط لأفهم لماذا و لكن يبدو أنكِ لا تعلمين أيضًا؛ لذا سأغلق. "
" قصي انتظر! "صحتُ بتوتر مانعة إياه من أن يغلق الهاتف، أنفاسه الهادئة تترك وقع ناعم داخلي بكل بساطة.
يدهشني كيف ينجح في الإيقاع بقلبي بأصغر الأشياء و أقلها.
" بعيدًا عن أي تحيزات و إنفعالات شخصية أنت حقًا مميز في عملكَ، لديك مهارة و خبرة عالية رغم عمرك الصغير، لقد رأيت بعيني كيف كنت تعمل بكل جوارحك و كيف تتقن كل ما تفعله، عدم وجودك هو خسارة كبيرة للشركة لا العكس، بملفكَ الشخصي يمكنك أن تقبل في أرقى و أكبر الشركات العالمية ليس فقط في المغرب، أرجوك لا تفعل هذا و تفقد الأمل بتلك السرعة.
ألا ترغب في تأسيس عمل خاص؟ بيت؟ أسرة؟ كيف ستفعل هذا دون عمل؟ "في ظل إندماجي في حديثي التحفيزي أوقفتني كلماته الدافئة رغم برود نبرته:
" لا يهمني كل هذا إن لم يكن معكِ، لا أكترث لبيت أو أسرة إن لم تكوني أنتِ فردًا منهما، لا أريد تأسيس عمل خاص إن لم يكن وجهكِ هو دافعي الأول للإستمرار، أنا لا أريد أي شيء يا وتين.. لا أريد أي شيء دونكِ. "
تراخت عظامي لأستند على الجدار جواري، أنظر للفراغ بإبتسامة بلهاء. لقد ظننته ما عاد يريدني!
" ما الذي أفعله، لقد تعهدت لنفسي أن أجعلك تمضي قدمًا في حياتك دون تدخل مني أو ضغط عليكِ، أنا آسف تناسي تلك الكلمات فـ أنا أعصابي متوترة كثيرًا، لا يليق أن أخبركِ بهذا و أنتِ مخطوبة لأخر على كل حال. "
![](https://img.wattpad.com/cover/299766192-288-k994815.jpg)
أنت تقرأ
عَتمتهُ.✓
Romance" كل ما بكَ مُنفر لدرجة فاتنة! " الغلاف من تصميمي. بدأت في الـ ٢٨ من يناير ٢٠٢٢ انتهت في الـ ١٠ من أغسطس ٢٠٢٢