"وتين."
وجدتُ فجأة السيدة زهراء تقتحم أروقة المشفىٰ خلفها هذا الشاب و.. بلال ، لم أشعر بأنه يجب أن أُخفي الكُره من عيني خاصة وهو لا يبدو عليه التأثر وأنا يداي مازلت تحمل دمائه المتجلطة.
لم تنتظر السيدة زهراء بل اقتحمت الغرفة دون إغلاق الباب ، جلستُ مكاني لعدم رغبتي في إقتحام خصوصيتها سويًا ، جلس بمنتهىٰ البرود واضعًا ساق فوق أخرى و الشاب الآخر وقف بعيدًا دون تدخل يُذكر
" جئت كي تشمت بهِ؟ "
باغته مُقررة ليبتسم بإستفزاز
" في الواقع أحترق شوقًا لقول نعم ولكنني جئت كي لا أترك جدتي وحدها. "
شيعتهُ بنظراته محتقرة مُتقززة
" أرجو أن تكون نيرانك قد خمدت. "
" لن تخمد نيراني أبدًا. "همس بشر و نبرة شيطانية زادت نفوري منه ، نهضت من مكاني بعد أن شعرت بالضيق من جلوسي على مقربة منهُ.
وقفت أمام الغرفة بأعين متسعة ، السيدة زهراء تضم كريس لصدرها وهو يبكي كـ طفل صغير متشبثًا بها.. ابتعدت قليلًا كي لا يراني هو و صوت بكائه الخافت وشهقاته المكتومة يتخلل صدري مُحدثًا شعور غريب من الألم ، استندت على الجِدار خلفي بضعف حتى شعرتُ أنني سأنزلق أرضًا في أي لحظة.
جلست مرة أخرى مُكرهة وصوت بكائه لا يغادر عقلي ولا مظهرهُ المهزوم.
" تُحبيه؟ "
سأل فاجأة لأنظر لهُ بعيون متسعة ، أنا أحب كريس؟ أجابت بحيادية وبرود عكس الحرارة التي امتلكتني:
" لا ، ورغم أنني لستُ مجبرة أن أجيبكَ لكنني سأفعل ، أنا وكريس مختلفان نُمثل قطبي المغناطيس لن يجتمعا ولو بعد حين ، وهذا لا يُفسر لكَ أنني أكرهه إطلاقًا لقد حماني بحياته و سأظل مُمتنة لهُ بكل صدق. "
إنزوت شفتاه في حركة ساخرة مُتمتمًا:
" علىٰ حدِ علمي هو من تسبب في كل هذا ؛ فـ أراد أم لا عليه حمايتك بحياته. "
" لا هو ليس مُجبرًا ، أنتَ مؤمن وتعلم أن كل شيء مُقدرًا وإن كان كريس سببًا فـ بهِ أو بدونه كان سيحدث لي هذا ، الفارق أنه كان دائمًا هُنا يحميني و يُدافع عني وقد حمل حِملي فوق أكتافه طوال المدة السابقة وسيفعل خلال الأيام القادمة ، أنتَ لا تعلم معنىٰ أن تكون إنسان فـ تصرفاتك أبعد ما يكون عن الآدمية. "صمت يحدق نحوي بأعين متسعة برفض قبل أن يقول بحقد:
" هل تظنين أن كريس هو الإنسان؟ هل تعرفين ولو واحد بالمئة عن ماضيه المُشرف وكم البشر الذين كان السبب في سفك دمائهم ، هل لديكِ أدنىٰ معرفة عن الأنظمة التي إقتحمها أو الأشخاص الذي جعل حياتهم جحيم.. وتخبرنيني أن تصرفاتي لا تمت للآدمية بصلة؟ عليكِ معرفة عن أي شخص تُدافعين. "
![](https://img.wattpad.com/cover/299766192-288-k994815.jpg)
أنت تقرأ
عَتمتهُ.✓
Romance" كل ما بكَ مُنفر لدرجة فاتنة! " الغلاف من تصميمي. بدأت في الـ ٢٨ من يناير ٢٠٢٢ انتهت في الـ ١٠ من أغسطس ٢٠٢٢