الأوَل.

33.1K 978 157
                                    

" قف مكانك لا تقترب مني."

صرختُ فيه بدفاع و تأهب للقتل حتى نظر لصديقتي بملامح مشوشة و سأل:

" ما بها صديقتك مريم؟ "

كتفت ذراعي على صدري وأنا أنظر له بحنق ، أجابت هي بتوتر

" آسفة كريس هي فقط ملتزمة لذا لا تُصافح الرجال أو تعانقهم. "

هز رأسه بتفهم أكاد أُجزم أنه مُصطنع وهو ينظر لي بتحدٍ سافر قبل أن يقول من بين شفتيه بسخرية

" تشرفتُ بكِ آنسة ... "

وترك جملته مُعلقة لأجيب ببرود

" وتين. "

ردد بهلجته البريطانية الكريهة

" وتين اممم ، اسم عربي رائع. "

هززت رأسي بسخرية وأنا أعود أدراجي خارج المقهى ، خاطبت مريم بلهجة حازمة

" سأغدر الآن تعلمين مكان الشقة إن أردتِ رؤيتي ما أن تنتهي من مواعيدك الغرامية. "

نُعت كثيراً بالفظة لكن مريم تفعل ما لا يليق ولا يُقبل .. نهائياً !

***

قبل عدة أيام

| المغرب _ الدار البيضاء |

السابعة صباحاً

" اللهم بِكَ أصبحنا و بِكَ أمسَينا و بكَ نحيىٰ وبِكَ نَموت و إليكَ النشور. "

إعتدلت أدلك أرنبة أنفي بإنهاك السهر مطولاً للعمل على إحدى المشاريع ما هو إلا تاني أسوء شئ في العالم بعد الإحتلال الصُهيوني لـ فلسطين ، حسناً أنا أُبالغ لكن ظهري يكاد يبكي من فرط ضغطي عليه.

" اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ. "

غسول .. معجون أسنان .. مرطب
روتيني الصباحي ، يُضفي عليه خشوعاً صوت مشاري راشد في أرجاء الغرفة البعيد كل البُعد عن أصوات الموسيقى خارج جُدران تلك الغرفة.

إرتديت ملابسي سريعاً و حضرت حقيبة ظَهري ، صليت الضحىٰ و وضعت حجابي بعجلة ، خرجت بهدوء عكس سرعتي السابقة ألقي نظرة على أنحاء المنزل بحسرة

" أين أنتِ ذاهبة ؟ "

إلتفت ليفزعني مظهره الثمل كالعادة ، إزدرقت ريقي ببطئ و أنا أردف بثقة واهية

" ماذا تريد يا أنس ؟ "
" أين أنتِ ذاهبة في الصباح الباكر هكذا ؟ "

قال بنبرة حادة مُتهمة لأهز كتفاي بسخرية وثقة

" مكان لا تهتم بمعرفته و هو بالتأكيد ليس حانة رخيصة يا أخي. "

شددت على كلمة أخي وأنا أتجه خارج المنزل لكن قبل أن أفتح الباب تناهى لمسامعي صوت والدي الحازم

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن