" كريس."
" أنا لا أحبك يا كريس، بل أحب رجل آخر دينه يشبه دينه و جنسيته تشبه جنسيتي، رجل ليس مجرمًا و لم يقتل باعوضة قبلًا، رجل يمكنني العيش بجانبه مُطمئنة، رجل سيمنحني حياة سوية لن تقدر أنتَ على منحها لي مهما فعلت، آسفة يا كريس لم أرغب بدفن آمالك و لكن قلبي ليس خاليًا. "
" لا أحبك لا أحبك!. "
توقعت إنهيارًا، صراخًا و لكنني لم افعل.
توجهت نحو شقتي بوجه غادرته كل معالم الحياة، وقف أمام المرآة التي بجانب الباب أنظر لإنعكاسي بنفور.
أمسكت بزجاجة لسلسة مفاتيحي والقيت بها نحو صورتي، تحطمت كما تحطمتُ أنا، جلست بهدوء بين الزجاج المُتحطم اقبض عليه حتى تضرر كفي و بدأت تُقطر دمًا، لم أرغب سوى بعناق.. قمة البؤس عندما تصبح رجل و تتوسل عناقًا لا تسلبه، عناقًا يضم رأسك المتعبة و جسدك المُتهالك، تستشعر بِه الحب و الدعم للنجاة و لكن الآن أنا لا أرى أمامي سوى أبواب الجحيم تُفتح بوجهي.
أسندت رأسي على الجدار خلفي حتى انهمرت دموعي خالفة شقوق وهمية على صفحة وجهي الشاحب، فتحت كفي الذي تضرر من جروح الزجاج أنظر له بدون أن أجفل.
تحاملت على ذاتي متجهًا نحو غرفة النوم للمرة الأولى منذ رحيلها، جلست على طرف الفراش بينما يدي تُمرر على ملائته تلطخ بياضها بدمائي، استلقيتُ متكورًا في وضع الجنين دون غطاء بكامل ملابسي، لقد سئمتُ تلك الحياة.
***
منذ ما يُقارب العشر أعوام كان متكورًا على ذاته في نفس الوضعية بجانب جُثمان أمه، المُكييف جعل الغرفة باردة لا روح فيها، لم يعبأ لشعوره بالبرد أو تجمد أطرافه بسبب الثلوج المنهمرة بالخارج كان كامل تركيزه منصبًا عليها، وردته الذابلة بفعل إعصار أسود لا يرحم، أمه التي برغم كل ما عانياه سويًا لا يستكين إلا بها.
قضى ليلته كاملة بين ذراعيها بجانب جسدها البارد، فقط دموعه هي من تُميز كونه على قيد الحياة حتى أنفاسه باتت خافتة لدرجة مرعبة.رفع جسده عندما شعر بأشعة الصباح خلف الستائر الرقيقة، مرر يديه لمرة أخيرة على ملامحها قبل أن ينحني كي يطبع قبلة على جبينها تبعتها دمعات انسللت من بين جفنيه عنوة.
" تعلمين؟ "
صمت و كأنها تسمع ليكمل بعد برهة
" موتكِ رحمة لكِ مما تُعانيه، و لكنني سأبقى بعدكِ اتعذب سأكون أسوء مما أنا عليه، هو لن يتركني و شأني سيظل يسحبني لعالمه حتى أتدنس بالكامل، و أنا صرت أضعف من أن أقاوم. "
رفع أكمام سترته أمام عينيها المغلقتين؛ فـ ظهرت كدمات عديدة منها قديم و منها حديث
" لقد تأذت روحي و تبعها جسدي، لم أرغب يومًا بأن أكون بتلك الهشاشة و لكنني بشر و قد نجح في قتل الروح الثائرة بداخلي، لقد نجح في إستعبادي. "
![](https://img.wattpad.com/cover/299766192-288-k994815.jpg)
أنت تقرأ
عَتمتهُ.✓
Romantik" كل ما بكَ مُنفر لدرجة فاتنة! " الغلاف من تصميمي. بدأت في الـ ٢٨ من يناير ٢٠٢٢ انتهت في الـ ١٠ من أغسطس ٢٠٢٢