"وتين."
عُدت للمنزل بملامح متجمدة، صعدت لغرفتي مغلقة بابي خلفي مبتعدة عن كل العبث الذي يحيط بي.
استلقيت على الفراش بكامل ملابسي أحدق في السقف بعيون جاحظة بعد اعتراف وليد المرعب..
شعرت بالشلل يُصيب أطرافي بعدما نطق بكلماتي تلك، و قد هالني الأمر و الأدهى أنني شعرت بأن مجرد التفكير في الأمر مرفوض و السبب معروف.
"وتين. "
سمعت طرقًا على الباب تبعه صوت أنس، اعتدلت و أنا أفرك جبيني و عيني بتعب.
" تفضل يا أنس. "
دخل حاملًا صندوق أزرق اللون وهو يبتسم ببراءة، كم بدى كـ طفلٍ صغير في تلك اللحظة.. لقد كان يدمر برائته بأفعاله الهوجاء المتهورة و التي شكلت حوله هالة سيئة من الإنحراف، و لكنه الآن بعينيه الخضرواتين و ملامحه التي تشكل مزيج شرقي بلمساتٍ غربية و ذقنًا حليقة جعلته يبدو أصغر عمرًا و أكثر نقائًا.
وضع الصندوق على الفراش بعدما تخطاني نحوه، أقبل عليّ بعدها يسحب كفي دون حديث و بعدما توقف كلانا أمام الفراش قام بفتح الصندوق للتسع عيني بإنبهار.
العديد و العديد من الروايات التي تُناسب ذوقي، يتوسطها قماش حريري بنفسجي اللون حملته برقة ليتجسد أمامي فستان ناعم من قماش الستان يضيق عند الصدر و يتسع نزولًا حتى يتخطى الكاحل، بقيت أحدق بِه لثوانٍ بملامح مشدوهة قبل أن أضم الفستان لصدري بسعادة.
نظرتُ لأنس بعدها بنظراتٍ مُمتنة و مبتهجة ليقول بعد صمت قصير.
" ألن تجربيه؟ "
هززت رأسي بحماس متجهة للمرحاض الخاص بغرفتي، بدلت ملابسي بهذا الفستان المُذهل و قد اختفى كل ما في صدري من ضيق أو صدمة و حل محلها السعادة، يا إلهي كم أحبه!
خرجت بعدما تفقدت مظهري و فردت شعري الذي وصل لمنتصف ظهري، مد لي أنس يده ما أن خرجت لأمسكها بتعجب، و لم تمر ثواني إلا و أنا أجده يراقصني دون موسيقى.. لمعت عيناي ببريقٍ مُغرم، مُغرم بالمحاولات الرقيقة التي يُبادر بها كي يُصلح علاقتنا، مغرم بـ لطفه و شخصيته الجديدة التي طرأت عليه.
أنا أشعر بالسعادة لأول مرة منذ فترة!
" هل أخبرتك سابقًا أنكِ جميلة؟ "
احمرت وجنتاي خجلًا من إطرائه اللذيذ هذا، استمر في رقصتنا يدور بي في أنحاء الغرفة و كأنني عدنا طفلين صغيرين لا يعكر صفو حياتنا شيء، كأن كل ما مررنا به كان سرابًا أو حلم مزعج بسبب غفوة في ميعاد غير مناسب، نسيتُ و تناسيب كل ما قد يحزنني على الأقل مؤقتًا و أنا أعيش اللحظة بكل ما فيها من مشاعر صافية تمنيها يومًا.
" أنس أنتَ رائع. "
قلت فاجأة و بصدق ليتوقف فاجأة منخفضًا نحوي قليلًا وهو يحطيني بذراعيه، أغمضت عيني واضعة رأسي على كتفه براحة أستنشق عطره المحبب لقلبي رغم كل ما سبق بيننا، شعرت براحة تغزو جميع أطرافي وهو يضمني إليه أكثر.. يا للحياة! من كان يصدق أن بعد صراعاتنا السابقة أن نكون بذلك القُرب، الحمدلله أنا مُمتنة حقًا.
أنت تقرأ
عَتمتهُ.✓
Storie d'amore" كل ما بكَ مُنفر لدرجة فاتنة! " الغلاف من تصميمي. بدأت في الـ ٢٨ من يناير ٢٠٢٢ انتهت في الـ ١٠ من أغسطس ٢٠٢٢