التَاسِع.

5.5K 508 34
                                    

"وتين."

ليست المرة الأولى التي آرى بها أحدٌ يصارع كوابيسه ولكن لا أعلم لمَ إرتجف قلبي من مظهره الفزع رغم إنغلاق عيناه ، تأوه يصدر من بين شفتيه كل عدة دقائق و أطرافه تقبض على ملائة السرير بقوة حتى كادت تتمزق ، وفي تلك اللحظة قد تأكدتُ أن لكريس ماضي مُرعب يحاوطه أينما ذهب.

إقتربت من فراشه أهمس باسمه بصوتٍ عالي نسبيًا

" كريس أنه مجرد حُلم ، قاوم هيا و إنهض .. إنهض كريس. "

و لكنه لم يهمس سوى بِـ

" لا تتركيني. "

بدى و كأنه يُخاطب عقله هو رغم نبرته العميقة التي تبدو جدية و مدركة لما يدور حولها ، دثرته بالغطاء جيدًا ثم عُدتُ أجلس على الفراش الخاص بي بملل.

أقاوم النُعاس ببسالة ، بالتأكيد أنا لن أنمْ معه في غرفة واحدة مغلقة داخل فندق يشبه بيوت البغاء!

***

شعرتُ بأنفاس ساخنة فوق رأسي لأفتح عيناي بترقب متملل

" لقد إستيقظتِ! أنه لأمرٌ غريب. "

إعتدلت بهدوء أتفقد وضع حِجابي و كامل ملابسي بينما هو بدى خرج من المرحاض للتو وقد إرتدى سترة جديدة

" من أين أتيتَ بالملابس. "

صفف شعره بيديه بإهمال

" من إحدى المحلات التي تبيع الملابس المُستعملة فقد كانت ملابسي ممزقة. "

نهضت متجهة نحو المرحاض أتوضأ ، نظرت لهُ بحيرة ليبادلها النظرات بتساؤل

" لا أعرف إتجاه القبلة. "

همستُ بخيبة وأنا أجلس على طرفِ الفراش

" إنتظريني دقيقة. "

خرج من الغرفة وأنا أجهل وجهتهُ المنشودة.

***
"كريس."

أنا أستغربني! أقوم بالتجول في أنحاء الفندق هذا أبحث عن أحد ليدلني على القبلة في إحدى الغُرف ، إتجهتُ لموظف الإستقبال وسألته ليبدو على ملامحه التعجب و الدهشة

" القبلة! "

هززت رأسي بالإيجاب وأنا لا أعلم ما الغريب في الأمر.

" أنظر بإتجاه الشرف بزاوية نحو اليمين قليلًا. "

شكرتهُ ولم أمنع سؤالًا مُتعجبًا غادر فمي

" لماذا تنظر لي هكذا بالمناسبة؟ "

توتر العامل لأبتسم بهدوء

" لا أُعاتبك إنه مجرد فضول. "
" في الواقع ولا تواخذني أنتَ نزيل في أكثر الفنادق قذارة في أنحاء تُركيا جميعها و يبدو على مظهركَ أنكَ لستَ مسلمًا من الأساس. "

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن