الثَالِث.

7.7K 645 140
                                    

" وتين"

« نشبه كل الأشياء المُستحيلة في صعوبتها ، و الورود في حلاوتها. » 

" كريس."

صرخت بفزع وأنا أنحني أتفحص جرحه الغائر ، نظرت لعيناه التي بدأت تُغلق همس بتعب

" وتين ، أعيديني لمنزلي. "
" لا سنذهب للمشفى حتى يُقطب جرحك. "

هز رأسه برفض

" أعيديني للمنزل ، المشفى ستحتاج لأن تقدم بلاغ ضد الفاعلين وتلك العصابة خطيرة أنتِ لا تعلمين شي. "

وضعت يدي على رأسي بتشوش ثم سألت

" أين هو بيتك إذًا. "

أملى عليَّ العنوان و قد كان قريبًا

" هل تستطيع السير قليلًا. "

نظر لي بإجهاد محاولًا الإعتدال ، نهض و أمسك بذراعي لفها حول خصره و جسدي ينتفض

" آسف لكن عليكِ إسنادي وإلا سأقع في أي لحظة. "

همست بـ أن " لا بأس " و أنا أسير ببطئ كي يستطيع تدراك خطواتي ، كنت أشعر بعدم الراحة مُطلقًا لم أقترب من رجل بتلك الدرجة غير والدي و شقيقي و لم يكن قربًا كهذا فـ علاقتنا لم تكن قوية خاصة أنا وأنس

" هل تتألم. "

سألت بخفوت وأنا أشعر بيدي ممتلئة بدمائه الحار

" قليلًا فقط. "

قال بتماسك واهي وهو يغلق عيناه بألم ، أشعر أنه سيفقد وعيه في أي لحظة لذا حاولت أن أسرع حتى وصلنا لمنزله
، شقة صغيرة في بناية مُتهالكة

" في أي طابق ؟ "
" الثاني. "

كان صعود الدرج أشبه بكابوس بالنسبة لي ، إلتصاق جسده بجسدي كان موترًا ، أستغفر اللَّه العظيم لا أملك حلًا آخر بعد أن أُصيب مدافعًا عني

" ها قد وصلنا ، أين المفتاح ؟ "

إستند على الجدار يُخرج المفتاح من جيبه ، تناولته منهُ و فتحت الباب ذاكرة اللَّه عفويًا

" هل لديكَ عدة إسعافات أولية ؟ "

سألته بعد أن أجلسته على الأريكة في تلك الشقة القذرة ، زجاجات الكحول مرتمية على الأرض ، ملابسه الداخلية و جواربه تملئ الصالة الضيقة ، ما هذا الرجل !

" ستجدينها في المرحاض. "

وقف أمام مرآة المرحاض أخرج منها علبة الإسعافات مُتجاهلة الملابس النسائية عن عمد ، سأضمد لهُ جرحه وأرحل لن آراه للأبد

" لماذا تبقين الباب مفتوحًا؟ "

سأل وهو مستلقي على الأريكة ، إقتربت منه وبصري معلق بالأرض أجبت بخفوت

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن