"وتين."
في اليوم التالي أمرني أبي بالإستعداد لحضور وليد.. بتلك السرعة!
اخترت ملابس بسيطة ليست متكلفة أو عادية، تنورة بيضاء ذات كسرات تعلوها بوزة سوداء منتفخة الأكمام فوقها حجاب بنفس لون البلوزة.
قمت ببعض العناية بالبشرة كي تخفي شحوب وجهي و هالاتي السوداء، ظننت بأن إمكانها إضفاء مظهر العروس على هيئتي و لكنها لم تُشكل فارق كبير.
مريم لديها اليوم عشاء عمل مهم لن تسطع التخلف عنه؛ لذلك أنا وحيدة اليوم، أجلس أمام المرأة قبيل وصولهم أضم كفي فوق فخذاي أحدق في الخاتم الفضي الذي يحمل داخله نقوش زخرفية قديمة، ابتسامتي بدت منهكة و مُصطنعة عند دخول أنس ببشاشة امتاز بها مؤخرًا فـ أضفت عليه مظهرًا أشد نقائًا.
جلسنا نثرثر كي يمحو توتري و لكنني لم أكن متوترة بذلك القدر و للسبب الذي يظنني متوترة من أجله، أنا خائفة.. في الواقع أنا مرتعبة.
لا يمكنني كسر قلب رقيق مثل قلب وليد، رغم أنه يُثير حنقي و يدفعني للخروج عن طور التحضر الذي اتشبث به هو لا يستحق أن يتأذى و بسببي؛ تعهدت لنفسي أن أبذل قُصارى جهدي كي أحبه و أشعره بهذا الحب.
لم أؤمن يومًا بالزواج عن حب بقدر ما كنت أنتظر أن أتزوج رجل يشبهني، وها قد آتى لذا عندما اقترب منه.. اتعرف عليه أكثر ساتعلق به.. سأحبه و أنسى أي مشاعر سابقة دقت قلبي يومًا. الزواج أمتن و أقوى من أي علاقة أخرى أو حب عابر، أنا متيقنة من هذا.
" أختي العروس. "
انتفضت من صوت أنس الذي بدى قريبًا جدًا، كيف لم أشعر بدخوله مجددًا؟
" أخي الصغير. "
عانقته نص عناق و أنا أزفر بهدوء، سيكون كل شيء بخير يا وتين استعيدي يقينك باللَّه.
بعد نصف ساعة دخل أبي غرفتي مُعلنًا عن وصولهم، تعالت نبضات قلبي و ذات الشعور بالخوف يجتحاني.
نظرت نحو المرآة نظرة أخيرة قبل أن أخرج ممسكة بكم بذلته بتشبث، نظر لي مُتعجبًا لأترك السترة بإحراج.. أنا أشبه الأطفال حقًا!
وصلنا لغرفة الجلوس و لم أستطع منع عيني من المرور على هيئة وليد ببطيء، يجوز لي نظرة وحيدة أليس كذلك؟
للأسف بل للأسف الشديد هو وسيم، تلك الملامح العربية و البشرة القمحية و للأسف مجددًا هو ذوقي و لكنني لسبب ما عاجزة عن الانبهار به.
نظرت لهيئته التي تخلت عن بعض رسميتها عندما تخلى عن السترة نهائيًا تلك المرة، فقط بنطال و قميص و استطيع إشتمام رائحة عطره من هنا، ماذا أفعل أنا بحق اللَّه؟
ذهبت نحو والدته اصافحها و اقبلها و كذلك حييت والده من بعيد، انزويت في ركنٍ بعيد استمع إلى أحاديثهم بذهنٍ شارد و تلك النظرات المفعمة بالحب و الدفيء الموجهة نحوي توترني، نظرت له فاجأة ظنًا مني أنني سأجعله يجفل و لكنه ابتسم ابتسامة لا يمكنني وصفها هي فقط أجبرتني على مبادلته إياها دون إرادة مني. كأن عظام فكي تعصاني أمام لطافته الكبيرة تلك.
أنت تقرأ
عَتمتهُ.✓
Romance" كل ما بكَ مُنفر لدرجة فاتنة! " الغلاف من تصميمي. بدأت في الـ ٢٨ من يناير ٢٠٢٢ انتهت في الـ ١٠ من أغسطس ٢٠٢٢