السَابِع وَ العِشرِين.

4.1K 432 217
                                    

"كريس."

بقي مراد جالسًا بجواري دون أن ينبس ببنت شفة، و أنا على وضعي الأول لم أتحرك

" تكلم يا كريس لا تبقى صامتًا هكذا، أنتَ تُقلقني. "

و لكنني لم أُجب، الحديث بات بالنسبة لي مجهودًا إضافيًا لا أقوي عليه.

" لقد انتهى كل شيء. "

همست دون أن أرفع رأسي و قد بدأت أشعر بترقرق الدموع بعيني مرة أخرى، لماذا؟

ألم أكن استحق ولو فرصة واحدة!

مر الكثير من الوقت الذي لم أحسبه حتى انصرف مراد في صمت، بعد قليل من الوقت نهضت من مرقدي متجهًا نحو الخزانة أخرج ملابس عشوائية.

غسلت يدي و لففتها بضماد طبي و خرجت، توجهت لإحدى الحانات التي كنت اذهب اليها سابقًا.

تمنيتُ أن لا يكون هناك أحد أعرفه؛ فـ لا طاقي في للتعامل مع بشر الآن، مررت على الشارع التي كادت أن تُخطف فيه قبلًا توقف لثواني أحدق في الفراغ بملامح جليدية، ابتلعت لعاب وهمي أثناء تحركي كي أتجاوز ذلك الشارع المشؤوم، إن بعض الذكريات في غياب أصاحبها تبدو كـ الجحيم..

وصلت للحانة بعد برهة، جلست على البار و لحسنِ الحظ لم أتعركل في أي معارف لي، طلبت مشروب كحولي بعد انقطاعي عنه لفترة لا بأس بهاؤ لن أرغب بأن أثمل كي استطيع العودة و لكن هاجس خفي كان يرغب في جعلي أغيب عن الوعي بل و أفقد كل ذرة إدراك بي.

أخرجت لفافة تبغ ادخنها محاولة إخراج ذلك الثقل الذي يجثم فوق صدري دون جدوة، وضعت الحساب في النهاية و رحلت، كل شيء بات دون روح!.

أثناء عودتي و عند وصولي لشارعي وجدت فتاة جالسة على جانب الطريق، حاولت تجاهلها و لكنها كانت تبكي بشكل هستيري ذكرني بوتين، هززت رأسي بعنف قبل أن أحسم رأي متجهًا لها

" أنتِ بخير؟ "

رفعت رأسها لي، عينيها زرقاء زجاجية و بشرتها بيضاء شاحبة كـ خاصتي يشوبها احمرار من بكائها، نظراتها لي بدت مفزوغة و لكنني أعدت السؤال بنبرة اهدأ

" هل أنتِ بخير يا آنسة؟ "

بعدما تجمدت نظراتها عليّ لثواني، شهقت باكية بعنف قبل أن تنفي وهي تهز رأسها بقوة

" أنا لستُ بخير، لستُ بخير. "

تأففت داخلي، ما كان دخلي أنا؟ أنا أكره البكاء و لا أعرف كيف اتصرف تجاه امرأة تبكي، ماذا عليّ أن أفعل الآن؟

جلست على الرصيف بجوارها دون أن أنطق، ظلت تبكي لدقائق طالت حتى تعبت على ما يبدو و توقفت عن البكاء، نظرت لها بإهتمام ليس صادقًا بالكامل

" أفضل الآن؟ "

هزت رأسها في حركة خافتة صعبة الملاحظة، صمتت مطرقة برأسها ثم قالت بنبرة خافتة

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن