التَاسِع وَ العِشرِين.

4.2K 449 234
                                    

|بعد مرور أسبوع|

"وتين."

اليوم يوم إجازتي ولا أعلم من أين آتى ذلك الصوت في الغرفة، نهضتُ بخوف و تأهب ومصدر الصوت لم يكن سوى مريم التي تقف في منتصف الغرفة بعدما أعدت الخدم الذين و بالتأكيد دخلت بسببهم.

" وتين!.. "

صرخت بحماس وهي تقترب مني لترتمي فوقي بقوة، ضحكت بقوة و أنا اعانقها بعنف مماثل لقفزتها.

طال بيننا العناق بشوق قبل أن نجلس على الفراش بجانبي تتسأل بفضول

" ماذا حدث؟ الأمر مريب كريس ارتبط و أنتِ بدأتِ العمل في شركة والدكِ، وتين أخبريني. "

لم استمع من كلماتها سوى كريس ارتبط

" كيف؟ "

همست بعدم تصديق

" ماذا؟ "
" كيف ارتبط؟ "

سألت بتشوش لتخرج هاتفها من جيب سترتها على صفحته الشخصية، و قد قام بتحديث صورة الملف الشخصي.

فتاة أجنبية الملامح، داكنة الخصلات، زرقاء العيون.. يبدوان سويًا غاية في الروعة.

ثبت بصري على ملامحه التي اشتقتها، ابتسامة هادئة ونظرة دافئة تشملها هي وحدها، إنها محظوظة..

أخذت الهاتف من مريم و أنا أدقق النظر في وضيعة الصورة، جالسان على طاولة مقهى على ما يبدو متقاربان لدرجة أشعرتني بالغيرة، أكاد أجزم أن عند التقاط الصورة كانت أنفاسهما تختلط ببعضها البعض من فرط التصاقهما ببعضهما، أهذا هو الحب!

لم يكد يمر أسبوعان على اعترافه بحبي ليذهب و يرتبط بأخرى، هل كنت غير مهمة بالنسبة له لتلك الدرجة؟

عدت ببصري للصورة أتأمله هو تلك المرة، أعلم أن نظرتي تلك احتسبت لي ذنبًا و لكنني لم أقاوم متعة تأمله بعد غياب، و في الواقع اشتقت له.. و لكن يبدو أنني سأظل أشتاق له دائمًا دون أن يرتوي ظمآي.

قبضت على الهاتف دون وعي حتى أفقت على صوتِ مريم المذعور

" ستكرسينَ الهاتف احترسي. "

رميتُ الهاتف على الفراش و نهضتُ فاجأة متجهة نحو الشرفة حاملة هاتفي معي، توقف أنظر لرقمه المدوّن بـ " وجعي" إقتباسًا من إحدى الروايات التي قرأتها يومًا.

بدون وعي ضغطتُ على زر الإتصال دون إعتبار لفرق التوقيت، انتظرت حتى آتاني صوته و قد هُيء لي أن بِه لمحات من اللهفة.

"وتين؟. "

لا تهمس باسمي بتلك النبرة، أرجوك أرجوك لا تُضعف مقاومتي.

لأول مرة أستشعر أن أحدهم ينطق اسمي بشكل مميز و حلو لدرجة تجعلني أرغب بتقبيل موضع الكلمات و ...!

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن