"وتين."
عاد كريس للمنزل في اليوم التالي ولكن ملامحه بدت مُجهدة وفاقدة للحياة ، حتى نظراته بدت خاوية وكأن روحهُ قُتلت.
" سأعد الطعام لك يا حبيبي. "
هز رأسه رافضًا وهو يحمل غطاء مُتجهًا نحو الأريكة ، وجه حديثه للسيدة زهراء.
" لا شهية لي أرغب فقط في النوم. "
نظرت للعم محمد بنظرات متسائلة فبادلها النظرات بحيرة ، نظرتُ لجسده المتكوم على الأريكة بحزنٍ قبل أن أنهض دون حديث مُتجهة نحو الغرفة ، جلست على الفراش أضم ساقيّ لصدري و ذلك الثُقل لا يغادر قلبي.
ضرب بلال لهُ.. بكائه أمامي وفي أحضان السيدة زهراء ، نظراته المُنكسرة و ملامحه المُجهدة ، أشياء لا تُغادر بالي وتزيد من قوة تلك القبضة التي تعتصر قلبي و غُصة مريرة عالقة بحلقي ، لمَ كل ذلك الحُزن ولأجل ماذا؟
نهضتُ من على الفراش أُحضر مُصحفي من أحد الأدراج ، فتحتهُ على سورة يس وجلستُ أتلوها بخشوع محاولة تصفية ذهني الشارد ، ما أن انتهيت من القراءة قمتُ بوضع المُصحف على الكومود بجانب الفِراش و وجدت لساني يُعاندي مُبتهلًا لأجله.
" أرح قلبه واهديه لطريقك يا اللَّه. "
***
"كريس."
لم يزر النوم جفوني مُطلقًا، كنتُ فقط مُستلقيًا أغطي وجهي استمع لصوتِ الجميع ببلادة ، لقد سئمت!..
أريد العودة لشقتي الخالية بقلبي الجاف ومشاعري القاحلة ، لا ألم لا حب لا شعور.
دفنت رأسي أكثر في الوسادة وأنا أشعر بنيران حارقة في صدري ، عدة مشاهد تزاحمت في رأسي مزيدة ألمه وقد بدأ إستيعابي للواقع ينحسر و روحي تنجذب لتلك الهوة السوداء.
***
طفل عمرهُ خمس أعوام ينزوي تحت أحد الأسرة وجسده يرتجف خوفًا ، خائف من الأشباح ولكن قطع خوفه ما هو أسوء من أشباحه ومخاوفه بأكمله.. صراخ والدته
" لن تلمسني لا ، سأقتل نفسي إن إقتربت. "
صفعة وقعت على وجنتها جعلتها تلتهب بألم حارق.
" لم أطلب رأيك من الأساس ، سأخدك غصبًا كما فعلتُ سابقًا أنتِ هُنا لستِ سوى خادمة و عاهرة تُلبي لي رغاباتي. "
اقترب ذاك الرجل من علاقة الملابس وأحضر حزامه الجلدي من حول بنطاله ، ثم اقترب يجذب خصلاتها حتى تقطعت بعضها بيده
" وإن عقلكِ صور لكِ أنكِ إنسانة لكِ حق الحياة فأنتِ مخطئة وعليَّ تأديبكِ. "
صرخت صرخة مزقت روحه الصغيرة ، كان الآخر يجلدها دون رحمة حتى أصبحت كـ الجثة الهامدة بين ذراعيه ، عندها اقترب منها بطريقة أخرى أشد قسوة و قذارة لم يستوعبها عقل ذلك الصغير المنزوي أسفل الفراش إلا بعد أعوام طويلة.
![](https://img.wattpad.com/cover/299766192-288-k994815.jpg)
أنت تقرأ
عَتمتهُ.✓
Romance" كل ما بكَ مُنفر لدرجة فاتنة! " الغلاف من تصميمي. بدأت في الـ ٢٨ من يناير ٢٠٢٢ انتهت في الـ ١٠ من أغسطس ٢٠٢٢