العُشرُون.

4.9K 446 61
                                    

"وتين."

بدأت في جمع ملابسي بعشوائية و دموعي تنساب بعفوية، قهر! هذا ما أشعر بهِ الآن، و الكثير من المستتر السلبية برفقته و رغبة عارمة في الصُراخ.

" ماذا تفعلين يا وتين؟ "

اقتحمت مايا الغرفة متسائلة عما أنوي فعله، و لكنني بقيت أرتب أغراضي حتى أنتهيتُ و استعديت للرحيل
لا يمكنني البقاء بعدما حدث لا يمكنني..

" وتين أنتِ لن ترحلي! "

قالت بحزم و هي تكتف ذارعيها لأنتفض بوحشية

" بل سأرحل و لن يمنعني أحد. "

بدأت وتيرة أنفاسي تعلو و وجهي يحمر من فرط غضبي، أمسكت مايا ذراعي برفق

" لا تتخذي قرارات وأنتِ منفعلة، اهدئي و دعينا نتحدث. "

أمسكت بالحقيبة و القيتها أرضًا ثم أخذت أركلها بهمجية و أنا أصرخ

" لقد سئمت لقد سئمت، أنه ليس إنسان ما فعله يُشابه تصرفات الحيوانات، كيف تريدين مني الهدوء! بداخلي براكين ستنفجر الآن إن ظللتِ تمنعيني هكذا. "

شعرت بها تسحبني لعناقها و أنا أهذي

" لقد أحببته يا مايا؛ لأنني غبية للغاية، كنتُ أحيىٰ حياة هادئة لا وجود للحب و المشاعر بها، حياة رتيبة لا روح فيها و لكنني لم أكن أتألم."

خبطت على قلبي بقوة

" لمَ هذا يتألم؟ "

نحيبي تعالى و أنا مستمرة في هذياني

" لماذا دمر الذكرى الأهم؟ لماذا لم يُدافع عن نفسه حتى و لو بالكذب؟ "
" أي ذكرى؟ "

تسائلت مايا بخفوت لأتدارك نفسي و أعود للخلف قليلًا، أغمضت عيناي في سئم هامسة

" لا شيء يا مايا، أرجوكِ اتركيني لأنام لن أذهب لأي مكان. "
" متأكدة ستكونين بخير؟ "

ابتسمت بسخرية، أي خير؟

" نعم، لا تقلقي. "

خرجت من الغرفة بينما أنا جلست بجوار الفراش أدفن رأسي المُثقلة بين مرتبته اللينة، لم يعد لي القدرة على التحكم في دموعي المنهمرة.

كلما أغمضت عيني سمعت صوت صراخه و شعرت بأنفاسه الملتهبة فوق وجهي، مازلتُ أشعر بطعم الدماء في فمي أثر قبلته المتوحشة، إعتدلت فاجأة أفرك شفتي بقوة حتى أدميتهما فوق دمويتهما

" لقد كان دون إرادتي يارب، أنا آسفة لم أستطع حماية نفسي جيدًا، اغفر لي خطيئة قلبي الأبله أرجوك. "

عانقت ساقاي بنشيجٍ باكي، لا قدرة لي على النوم، لا قدرة لي على تهدئة بكائي، لا قدرة لي على إستيعاب ما صرخت به.

لقد كنت أنفي طويلًا أنني أحبه أو متعلقة به، كيف صرخت بها و تنهات لمسامعه بكل غباء؟ يا لسعدي و هنائي أحب رجل كافر مجرم يسلب ما يريد دون إنتظار إذن.

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن