التَاسِع وَ الثَلاثِين.

4K 444 226
                                    

"كريس."

" ما الذي أتى بكَ يا مايكل؟ "

سألت بكره و أنا ألقي بحقيبتي أرضًا دون إكتراث لمحتوياتها، نهض بعجرفة و ابتسامة مستفزة يقول بعتاب متهكم:

" مايكل؟ يبدو أن الفترة السابقة أنستكَ أنني أكون والدكَ. "
" لم أنسى، لقد تناسيت أن لي أب وغد مُغتصب دمر حياة أناس لا ذنب لهم. "

اقترب مني يربت على كتفي بقوة باطنية، يهمس بفحيح دون أن تتغير ملامحه:

" يؤسفني القول أنكَ لن تفلح في الاستمرار في التناسي أو التعافي مما فعلته بكَ لأنني عدتُ، و أنا لن أترككَ تفعل ما تشاء يا كريس. "

أبعدتُ كفه عن ذراعي بحدة و ملامح غاضبة، صحتُ بهياج منفعل:

" أنا لم أعد مراهق ستنجح في إرهابه و تدمير حياته، أنا رجل في السابعة و العشرون الآن أي لا سلطة لكَ عليّ. "

قهقه دون مرح وهو يعود نحو الأريكة، يخرج سيجارة يدخنها بلا مبالاة، ينفضها ليتساقط رمادها فوق البساط القاتم.

" لا سلطة عليك، لكن يمكنني إنهاء حياة حبيبتك العربية، ماذا كان اسمها.. "

رفع رأسه بتفكير وهو يضع كفه على جبهته في حركة تدل على التفكير.

" نعم تذكرت، وتين.
الفتاة التي كان فردان من أسرتها أعضاء في عصابتنا و انتهى بي الأمر قاتلًا والدتها. "

لم أشعر بجسدي سوى و أنا أحمل الطاولة الزجاجية أرفعها للأعلى في هياج ثم أفلتها للتهشم محدثة شظايا رقيقة توزعت على الأرضية.

لم يُجفل أو أفعل أنا ظللنا نتبادل النظرات لدقائق دون حديث، بعدما سئمت الصمت اقتربت نحو الأريكة، أمد ذراعي خلفه بينما أزعق أمام وجهه بغضب:

" عليك أن تعرف أنني لم أعد كريس الذي يبالي لتهديداتك الفارغة تلك، إن قررت الإقتراب منها فقط سوف أنهي حياتك ولن أبالي بكوني أحمل دمائك بين عروقي، و هذا الشيء الوحيد الذي يربطني بكَ حتى اسمك لفظته دون أدنى إهتمام. "

ظل صدري يعلو و يهبط في رتابة نتيجةً لإنفعالي القائم، ابتعدت دون أن أحيد ببصري عنه فقط أكتف ذراعيّ أثناء وقفتي.

" و أنت غير مرحب بكَ هنا، أنا لا أريدك في حياتي بعد اليوم. "

سحب نفسًا آخر من سيجارته وهو يبتسم بوحشية طالما كانت تلتصق به كما أنفاسه.

" حقًا! أتظنني سأكترث بحديثك التافه هذا بعدما وضعت آخر مكاني كي يُعدم و هربت من السجن؟ بعد كل ما بذلته من جهد هل سأترككَ تنعم بحياة هادئة كما تريد؟ "

أمسكت بأول ما طالته يدي و قد كان مزهرية زجاجية، ألقيت بها تجاه وجهه بقوة فلم يستطع تفاديها لتصطدم بأنفه و جبهته، ترنح قليلًا لأقترب منه ممسكًا بذراعه في قوة.

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن