الحَادِي عَشر.

5.4K 519 84
                                    


"وتين."

إستيقظتُ مع أذان الفجر بنشاط عكس مزاجي السئ ، صليتُ و جلست مكاني قليلًا أراقب الفراغ حتى مللت.

خرجت متسللة كي لا أيقظ أحدًا ولكنني وجدتُ السيدة زهراء مُسيتقظة وقد إنتهت لتوها من صلاتها

" صباح الخير يا صغيرة. "

إقتربت منها بابتسامة بسيطة

" صباح الخير سيدة زهراء. "

جلستُ بجوارها أنظر حولي بفضول

" ذهب للركض. "

أجفلتني كلماتها قبل أن أهز رأسي بتوتر

" تُحبين الجلوس بالخارج قليلًا؟ "
" من دواعي سروري. "

نهضت برشاقة تُنافي سنوات عمرها وأنا مشيت بجوارها حتى وصلنا للباب الداخلي ، لم ألحظ روعة تلك الحديقة عندما وصلنا والآن تبدو كـ كجنة و لكنني تسمرت قليلًا عندما لمحت كريس يقوم ببعض التمارين وهو عاري الصدر! بل ويرتدي سروال قصير لا يصل لركبتيه حتى ، أبعدت رأسي عنه متمملة فقد كان يقف خارج الحديقة تمامًا ولكنه يمنحني رؤية إستراتيجية لمعدته الصلبة.

لستُ من الفتيات السطحيات اللواتي يلهثن خلف رجل وسيم المظهر وممشوق القوام ، كانت أحلامي تتنافى مع هذا تمامًا وحتى لم أكن أفكر بِـ زوجٍ صالح فقط بل شخص يناسبني في مستوى الثقافة تفكيره قريب لتفكيري ، طموحه لا يردعه شيء عِصامي لا يستسلم ، ليس معقدًا أو قاسي ولا يُعاني من أي أمراض نفسية كـ أبطال الروايات المتداولين الآن ، ولكن رغم كل شيء فأنا لدي مشاعر و سأكون كاذبة إني أنكرت تأثير رؤية كريس بهذا الوضع عليَّ ، إنني بشر في النهاية وهو لا يجب عليه أن يكون معدوم الحياء هكذا.

زفرت بتذمر ، لمَ ألقي اللوم عليه؟ هو ليس يحكمه دين أو عادات في النهاية أنه حر كـ طير لم يعرف أصفاد يومًا ، لماذا الآن أحمله نتيجة تورد وجنتاي وشعوري بالحرارة؟

" أنتِ بخير وتين؟ "

نظرت للسيدة زهراء نظرة مُستنجدة لم تفهمها فـ عقدت حاجبيها لأنفض رأسي سريعًا

" بخير لكنني كثيرًا ما أقوم بمحادثات غبية داخل عقلي. "

ابتسمت لي ببساطة ناهضة

" سأذهب لأعد الفطور. "

نهض أحاول أن أدركها لتمنعني بحزم

" إبقي هنا وإسترخي فـ عمكِ محمد لا يحب الفطور سوا من يداي ، ولا أريدك أن تستهلكي قوتك الآن فـ أمامنا يومٌ حافل. "

تركتني وأنا أفكر في ماذا سنفعل اليوم ، ولكن توقفت الأفكار وأنا أرى كريس يقترب حاملًا سترته التي بلا أكمام دون أن يكلف نفسهُ عناء إرتدائها

" صباح الخير يا وتين. "

خفضت بصري وأنا أبادله التحية

" صباح الخير يا كريس. "
" هل تشعرين بتحسن اليوم؟ "

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن