الوَاحِد و العِشرِين.

4.5K 417 102
                                    

"كريس."

قطعتُ المدمار عدوًا حتى ضاقت أنفاسي، منذ سنوات يَقبع فوق صدري طاقة غضب بدأت مؤخرًا أحاول التنفيس عنها بطريقة غير مؤذية لي أو لغيري، جلستُ استرجع أنفاسي الضائقة و صورتها لا تُفارق ذهني.

أحكمت إقفال قبضتي بغضبٍ يشوبوه ألم، خسرتُ الكثير في حياتي نتيجة لماضي لم أختره و حتى الآن أُحاسب على أخطاء لم أقترفها.

" كريس. "

رفعتُ رأسي أنظر لوجه مراد بينما أتنحى جانبًا كي يجلس

" كيف حالك؟ "

زممت شفتي بتعبيرٍ بارد

" بخير. "

صمتُ غير راغبًا في الحديث و ألمح بجانب عيني نظرات مراد نحوي، لم أستطع إحكام لساني أو السيطرة عليه فانطلق سائلًا بتهور.

" كيف حالها؟ "

سمعتهُ يتنهد ليسقط قلبي و تتثاقل أنفاسي و لكنني حاولت أن أبدو طبيعيًا.

" لقد ظلت أسبوعان حبيسة الغرفة، لا تأكل جيدًا لا تُحادث أحد لا تفعل أي شيء سوا النوم و الصلاة هكذا أخبرتني مايا، و لكنها الآن بدأت بالخروج من قوقعتها تلك و تُعطي دروس قرآن لجيراننا العرب و أخبرتني مايا أيضًا أنها ستعمل في الترجمة، و إن جئنا للحق هي تُجاهد لتكون طبيعية و مُستقلة.. "

رغم كل شيء ابتسمت ابتسامة خافتة لا أظنها وصلت لمرمى بصر مراد، إنها قوية أنا واثق و هذا ما أخشاه
أنا ضعيف أمامها بينما هي تُبادلني القوة، هي ستتخطاني بينما أنا.. أظل أحفظ صورتها في جفوني و قلبي
استمع لصوتها المبحوح ليلًا و كأنه سبيلي للنجاة، حتى و إن صرخت بحبي وتين أقوى من أن يقهرها مشاعر تجاه رجل.

ثوان و عادت ملامحي باردة مُتوحشة أتذكر حديثي الأخير مع والدي، همست بلا إكتراث أخيرًا

" جيد. "
" لمَ عدت بعد كل ما تكلفته للهروب؟ "

نظرت له للمرة الأولى منذ جلس مبتسمًا بسخرية لاذعة

" يبدو أن الحياة النظيفة لا تُناسبني."

ظل مراد ينظر لي بلا تعابير واضحة لأغادرهُ بروحي و جسدي مازال مجاورًا له، يبدو أن ذلك الجحيم لن ينتهي.

***

" ورد ستبقين اليوم لوقتٍ متأخر. "

ألقى كلماته متجهًا نحو مكتبهُ، هزت ورد رأسها بتعب ستحدث مشكلة بينها و بين زوجها لا محالة ما أن تعود متأخرة.

بدأت بتنظيم الأوراق و فعل ما يأمره به عبر الهاتف من أعمال غير مُجدية، و بعد ساعة طلبها لمكتبه طالبًا منها أن توصد الباب خلفها.

وقفت ترتجف دون إرادة منها و هي تكذب عينيها اللتين ترايان تلك النظرة الجائعة في عينيه، انحسرت أنفاسها ما أن نهض من خلف مكتبه و أخذت تعود للخلف محاولة الوصول للباب و لكنه كان أسرع منها حيث لوى ذراعها خلف ظهرها مُقربًا رأسه من وجهها تلفحها أنفاسه المتشوقة لها، لحظات و نزع عنها حجابها عنوة لتبدأ بالصراخ محاولة الانسلات من بين ذراعيه.

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن