"كريس."
قطعتُ المدمار عدوًا حتى ضاقت أنفاسي، منذ سنوات يَقبع فوق صدري طاقة غضب بدأت مؤخرًا أحاول التنفيس عنها بطريقة غير مؤذية لي أو لغيري، جلستُ استرجع أنفاسي الضائقة و صورتها لا تُفارق ذهني.
أحكمت إقفال قبضتي بغضبٍ يشوبوه ألم، خسرتُ الكثير في حياتي نتيجة لماضي لم أختره و حتى الآن أُحاسب على أخطاء لم أقترفها.
" كريس. "
رفعتُ رأسي أنظر لوجه مراد بينما أتنحى جانبًا كي يجلس
" كيف حالك؟ "
زممت شفتي بتعبيرٍ بارد
" بخير. "
صمتُ غير راغبًا في الحديث و ألمح بجانب عيني نظرات مراد نحوي، لم أستطع إحكام لساني أو السيطرة عليه فانطلق سائلًا بتهور.
" كيف حالها؟ "
سمعتهُ يتنهد ليسقط قلبي و تتثاقل أنفاسي و لكنني حاولت أن أبدو طبيعيًا.
" لقد ظلت أسبوعان حبيسة الغرفة، لا تأكل جيدًا لا تُحادث أحد لا تفعل أي شيء سوا النوم و الصلاة هكذا أخبرتني مايا، و لكنها الآن بدأت بالخروج من قوقعتها تلك و تُعطي دروس قرآن لجيراننا العرب و أخبرتني مايا أيضًا أنها ستعمل في الترجمة، و إن جئنا للحق هي تُجاهد لتكون طبيعية و مُستقلة.. "
رغم كل شيء ابتسمت ابتسامة خافتة لا أظنها وصلت لمرمى بصر مراد، إنها قوية أنا واثق و هذا ما أخشاه
أنا ضعيف أمامها بينما هي تُبادلني القوة، هي ستتخطاني بينما أنا.. أظل أحفظ صورتها في جفوني و قلبي
استمع لصوتها المبحوح ليلًا و كأنه سبيلي للنجاة، حتى و إن صرخت بحبي وتين أقوى من أن يقهرها مشاعر تجاه رجل.ثوان و عادت ملامحي باردة مُتوحشة أتذكر حديثي الأخير مع والدي، همست بلا إكتراث أخيرًا
" جيد. "
" لمَ عدت بعد كل ما تكلفته للهروب؟ "نظرت له للمرة الأولى منذ جلس مبتسمًا بسخرية لاذعة
" يبدو أن الحياة النظيفة لا تُناسبني."
ظل مراد ينظر لي بلا تعابير واضحة لأغادرهُ بروحي و جسدي مازال مجاورًا له، يبدو أن ذلك الجحيم لن ينتهي.
***
" ورد ستبقين اليوم لوقتٍ متأخر. "
ألقى كلماته متجهًا نحو مكتبهُ، هزت ورد رأسها بتعب ستحدث مشكلة بينها و بين زوجها لا محالة ما أن تعود متأخرة.
بدأت بتنظيم الأوراق و فعل ما يأمره به عبر الهاتف من أعمال غير مُجدية، و بعد ساعة طلبها لمكتبه طالبًا منها أن توصد الباب خلفها.
وقفت ترتجف دون إرادة منها و هي تكذب عينيها اللتين ترايان تلك النظرة الجائعة في عينيه، انحسرت أنفاسها ما أن نهض من خلف مكتبه و أخذت تعود للخلف محاولة الوصول للباب و لكنه كان أسرع منها حيث لوى ذراعها خلف ظهرها مُقربًا رأسه من وجهها تلفحها أنفاسه المتشوقة لها، لحظات و نزع عنها حجابها عنوة لتبدأ بالصراخ محاولة الانسلات من بين ذراعيه.
أنت تقرأ
عَتمتهُ.✓
Romance" كل ما بكَ مُنفر لدرجة فاتنة! " الغلاف من تصميمي. بدأت في الـ ٢٨ من يناير ٢٠٢٢ انتهت في الـ ١٠ من أغسطس ٢٠٢٢