الثَانِي وَ العِشرِين.

5.1K 465 183
                                    

"كريس."

مُحتجز في قسم الشرطة و بيدي دمائها لم تجف، نظرت حولي بنظرات غائرة قاتمة لا روح بهم قبل أن يُفتح باب الزنزانة مُحدثًا صرير اقشعر لهُ بدنك.

" لديكَ زيارة. "

نهضت بعدم رغبة حقيقة مُتجهًا نحو مكتب المحقق حيث يقبع مراد، نظر لي بنظرات مُتهمة تحمل الكثير من الخذلان، رباه.. لقد آلمت نفسي في المقام الأول يا مراد.

" لمَ؟ "

بواسطة و بعض المعارف تمكن من الانفارد بي، رفعت عيني لهُ و صدري يضيق حتى شعرت أن الغرفة لا تتسع لي.

" رغبت في حمايتها. "

وضع يده على رأسه بعصبية بالغة و هو يخاطبني لأول مرة بلهجة بها نزعة حقد

" كيف تمكنت فعل ذلك؟ كيف باللَّه عليك لقد أذيتها بشدة، ستخرج أنتَ من هنا لكنك لن تستعيدها ولو تتبعتها حول الكون زاحفًا، وتين لن تغفر لكَ."

ارتجفت أوصالي و لكنني تماسكت، هي لم تكن لي يومًا كي استعيدها، نهضت دون حديث أجر خيبتي و حزني نحو الخارج متجاهلًا مراد و نظراته القاتلة نحوي.

بداخل الزنزانة داهمني صوتها.. صراختها المقهورة كل شيء بها كان يشع ألمًا و أنا لم أرحمها.

" لقد وثقت بك.. لقد وثقت بك. "

عانقت جسدي و كأنني أمي، أنا خذلتها..
لقد وثقت بي و أنا خذلتها، و هي لن تسامحني.

المرة الأولى منذ سنوات أبكي بصوتٍ مرتفع و شهقات خانقة، أنا أحتضر حُبها يُزهق روحي، و عينيها اسقطتني صريعًا بذلاتي.

يا حبيبة القلب و ندبة فؤاده هل يمكنك أن تغفري لي يومًا؟، تكونين أمي و عشيرتي، تنرين عتمتي بنقائك، أحببتكِ بقلبٍ مُتعب و روح متوحشة فـ هل تغفري يومًا؟

***
أسبوع مر في حبسي الإنفرادي دون تذمر أو إكتراث مني، ألم أحقق مُبتغاي؟ فـ لمَ الندم؟

طلقات نارية.. إصابات بالغة.. موت.. موت..موت و ظلام!.
ربما كنت استحق ذلك الظلام منذ أن وُلدت، أنا ابنه أمتلك روحه المشوهة و چيناته البغضية.

صوت صرير باب الزنزانة المُزعج يتبعه ظلٌ طويل، بقيت أحدق في الأرض بلا مُبالاة حتى ظهر صاحب الظل و لم يكن سواه، جلس بجواري على الفراش الوحيد الموجود بذلك الحبس، خاطبني بلهجة باردة أشعلت النار بأوردتي

" لم نتفق على قتل يا كريس. "

التفت له بلهجة قاسية سوداء

" و لم نتفق على أن يطولها أذى، لقد كان شرطي الأول أن لا يمسها سوء و لكنكم تأخرتم كان عليّ أن أتصرف. "
" أخاها مازال في غيبوبة. "

وضعت رأسي بين كفاي بيأس أكمل بنبرة خانقة

" للم أكن لاؤذي شخصًا يخصها، و لكنه هو من آتى بحثًا عن موت."

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن