"فقط كما تعلمين ، آستر . إن لم أخبركِ لن تعرفي ."
عبست آستر في استياء وحاولت التحدث لكن نواه ضرب ضربته أولاً .
"لا شيء سيتغير ، سأكون دائمًا بجانبكِ ."
امتزج صوت نواه الناعم بالعصافير ومرّ في أذن آستر بلطف و كأنه أغنية .
"أنتَ لئيم ."
"ماذا؟"
"لماذا لن يتغير شيء ؟ إن قلتَ ذلك سيكون من غير المريح رؤيتكَ الآن ."
"هل هذا غير مريح ؟ هل هذا يعني أنكِ أصبحتي واعية بي ؟"
نواه الذي كان يريد أن تفكر فيه آستر بشكل مختلف ابتسم على نطاق واسع و قال أن هذا جيد.
كانت ابتسامة نواه جميلة للغاية لدرجة أنها لم تستطع قول شيء آخر أمامه .
عاد نواه إلى جانب آستر التي كانت متوترة .
"لنعد قبل أن يتأخر الوقت ."
"نعم ."
سار الإثنان في الطريق ببطء و هما الآن قاب قوسين و أدنى .
قاب قوسين و أدنى : قريبين من المكان المحدد .
'آه ، اصطدمنا ببعضنا البعض مرة أخرى ...'
اختلست آستر نظرة على نواه .
حتى الآن لقد كانت تسير بشكل عرضي لكنها أصبحت متوترة منذ أن قال لها نواه أنه يحبها .
ربما لأنهما كانا قريبين ، تلامست أيديهما أثناء المشي ، وفي كل مرة كان يحدث ذلك كان وجه آستر يسخن .
"الطقس جيد اليوم ، صحيح ؟"
"نعم إنه جيد ."
ردت آستر بسرعة و كأنه قد تم القبض عليها وهي تحدق في نواه .
أثناء المشي على هذا الطريق القصير لقد كان الأمر و كأن أعصابهما كانت تقف على حافة الهاوية .
لم يتواصلا بالعين ، ولكن نظرت آستر لنواه ، و نظر نواه لآستر ، نظر كلاهما لبعضهما البعض سرًا .
في نهاية هذا الطريق المثير للشفقة ، تمكنت آستر من رؤية العربة .
حيا آستر و نواه بعضهما البعض بوجه أحمر كالتفاحة .
"سأرحل ."
"كوني حذرة في طريق عودتكِ ."
"نعم ."
أمسك نواه بآستر التي كانت على وشكِ الاستدارة و ناداها بصوت عاجل .
"آستر!"
انحنى نواه لآستر التي استدارت .
عندها تلاقت عيناهما .
في هذه اللحظة ، شعرت آستر بالحرج و نظرت إلى الجانب الآخر لتتجنب عيون نواه . ارتفعت شفاه نواه قليلاً عندما رآى ذلك .