الفصل الثامن❤

635 19 0
                                    

الفصل الثامن..

البارحة ، حشوت وسادتي بمكعبات الثلج
لأنام بلا كوابيس محمومة عن فراقنا البارد
و بلا جنون الأحلام اللامتحققة
و عند الصباح ، استيقظت على صوت غليان الماء داخل وسادتي !

- غادة السمان
                     ••••••••••
استيقظت في الصباح الباكر ، مهلاً.. لنكون دقيقين اكثر فلم يراودها للنوم مذاق منذُ مجيئها من خُطبة ليل ، كان البُكاء والوجع حليفها منذُ البارحة ، شعور النكران والتجاهل هو أسوء شعور يتخلل بين ثنايا قلب المرء ليبدأ بفرض قوانينه ونخضع لها جبراً نتيجة غياب أحد الطرفين عنوة دون مبرر ، فنلجأ للصمت والخضوع لتلك القوانين التى ستُعيد التوازن بعد خلل مُدمر افتك بالقلب ،، هذا مايقوله العقل دائما لجمع شتات ماتبقى من كل شيء ، ولكن للفؤاد رأي أخر في حضرة وجود من كان ينبض بإسمه، ومازال ..

ازاحت دموعها سريعا فور استماعها لصوت الباب فأذنت بالدخول ، وكانت ابنة عمها دلفت لتقترب منها وتنصدم من منظر انتفاخ جفونها واحمرار عيناها بشدة جلست بجانبها مدققة النظر بها مع محاولة الاخرى لتفادى نظراتها
قالت امانى بذهول_ اي شكلك دة !!عينك موجعتكيش؟!

نهضت لجانب الشُرفة التى تطل على منظر القصر الخارجى ومايجتمع حوله من حُراس بكل مكان قائلة بدموع_ وجع عيني ميجيش حاجة قصاد وجع قلبي وروحي يا أمانى ، دول وجعهم اكبر من اي حاجة تانى.

وقفت بجانبها لتكور وجهها بين يديها بحنان قائلة_ مشوفتيش نظراته ليكِ امبارح ياپيري!! استحالة يكون بايع زي مانتِ فاكرة ، مع كل نظرة ليكِ كانت متغلفة بمشاعر كتير اوي وأولهم الشوق انا لاحظت دة صدقيني.

لم تُجيبها فتابعت أمانى حديثها أملا منها ان تستمع لها_ لي متسأليش مشي لي؟!! لى حتى محاولتيش تعاتبيه على بُعده كل السنين دى من غير مايبرر ! اسمعى منه يا پيري بلاش تحكمي على قلب مش رايد غيره هو بس بالبُعد والعذاب

تنهدت بقلة حيلة مصحوبة بمشاعر متضاربة بنظرها للفراغ امامها ثم قالت بضعف_ كأن الزمن بيعاند على نقطة تجميعنا ، بيفرقنا وقت ما يحب ويرجع يواجهنا ببعض بردو وقت ما يحب .

قضبت جبينها بإستغراب قائلة_ مش فاهمة قصدك ؟

نظرت له قليلا فقالت_ سليم حطنى معاه فى سفرية شرم الشيخ عشان المنتجع اللي بيعمله ، تواجدي معاه فى مكان واحد يا أمانى كفيل يخليني انسى كل حاجة وكل وجع وفقد وألم عشتهم بعيد عنه ، هكون بس متطمنة بقربه منى، وانا مش عاوزة اتساهل فى حق قلبي اللي شاف العذاب من بُعده.

ربتت على كف يدها بهدوء قائلة بمهاودة_ مش يمكن دى فرصة تسمعي منه و..

قاطتها بحزم لا يحتمل النقاش_ لا اسمعله ولا يسمعلي ، كفاية اوي اللي كان اقوي من انه يتغفر ولو عمل اي مش هسامحه ، مش هسامح ابدا حق كل دقيقة وجع ولا حق كل ليلة بُكى وحزن قضيتها .

علي سبيل الحب ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن