الفصل الحادي عشر❤

495 14 0
                                    

الفصل الحادي عشر..

_"وإني لأوصيك بروحي، فهي تسافر إليك اكثر مما تستقر لدي."_

- جلال الدين الرومي

بعد مرور عدة ايام على وجودها بشرم الشيخ تُشرف على العمال ،،،جلست ليلا بمكان هادئ من الحركة أمام البحر وامواجه المتضاربة وصوتها العالي الذي صدى صوته داخل فراغ قلبها مُحدثا رنة قوية عزفت بإسمه مهما كان بعيدا عنها فيبقي دائما بداخلها حتى وإن حاولت مرارا إثبات عكس ذلك فيظل يسكن روحها ....يتطاير شعرها بفعل الهواء وفستانها الأبيض بقماشة رقيقة تناثرت عليها قطرات الماء ليلتصق عليها ولكن لم يكن واضح نسبة لجلوسها ..فتحت المذكرة الخاصة بها وبدأت تخطى بقلمها تُعاتبه بين السطور.

"كُلما لملم قلبه ، زاره شوق قديم"

_وآااه من الفؤادِ وعذابه ولوعتهِ ، مايفعل سوى ان يهوى بصاحبه في مكائد مُكدسة بالصعوبات والآلام وعذابِ فراق الاحبة ..ليس بهين ابدا هذا العضو مفقود اللقب ..مُتقلب بأحواله ويأتى بغير المتوقع دوما لنا ليُصعقنا بما تم إصداره ووجب التنفيذ ، حتى نقف فاقدين القدرة لإستيعاب مانحنُ عليه !..ولكن سؤال يطرأ بالبال ، في حال اجبار انفُسنا لنسيان أمر شخصٍ ما..نتوهم بأنه تم تفعيل وضع النسيان حقا..ولكنك تقطع آلاف الأميال من النسيان ، وتُعيدك صُدفة." ..حينها يأتي دور القلب ليزداد الامر سوء ..لإفراطه في وضع سيناريو مُتقن وبإحترافية لذكريات سابقة تُجاهد لنسيانها  ولكن لا تُنسىٰ ولا تُمحىٰ ....فقط تَحن ، تميل ، تشتاق ويعصف بِك خيالك المريض في تِلك اللحظة بشيء واحد فقط... الركض إليهِ بكل ماتملُك من قوة ويكون العِتاب بعِناق يحمل بطياته الكثير من الحنين ..ولقاء العيون يُغني عن كافة الحروف للنُطق بها ..فماذا لو اقترب اللقاء وتلاقت العيون معاً...وتركنا مامضي بأوجاعه وجروحه ولم يبقي سوانا ، ونكِف عن كبريائنا لنُعيد لأرواحنا المُنهكة اتصالها ببعضٍ مرة اخرى بعد فُراق دب بأوصالها مرارة مذاقه
لنقضي علي كل سُبل البُعد وفقدان احدُنا للآخر
إذن ولو كان هلاكى في بحر عيناك ، فلتحترق كل سُفن العودة..!_

اغلقت دفتر مذكراتها الذي ارتوى بدموعها الحارقة اثر كلماتها التى كانت بمثابة حبات ملح نُثرت على جرح ليزداد احتراقا ووجع لصاحبه ،، استنشقت رائحته التى ملت رئتيها واقتراب خطواته منها مسحت سريعا دموعها وظلت تنظر للبحر فشعرت بجلوسه جانبها ..تنهيدة حارة انبعثت منه بشدة وهو بنفس جلستها ينظر للماء فالتقطت مذكراتها وهمت بالنهوض ليضع يده على معصمها مانعا اياها فقال بهدوء وينظر لعيناها التى تلمع بشدة _انا مش جاي هنا عشان اسيبك تمشي كفايا بُعد واسمعيني.

حقا!!عن أي بُعد يتحدث ؟! ومن الذي يتحدث؟! المتفنن والماهر بكُل سُبل البُعد يتحدث !!! ،ابتسامة ساخرة ارتسمت على وجهها ليعلم بما تفكر ..كاد يتحدث فأوقفته بحدة زائفة _ مافيش بينا حاجة تتسمع او تتقال ،عن إذنك.

علي سبيل الحب ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن