الفصل الرابع والثلاثون "الأخير"(الجزء الأول)❤

430 10 0
                                    

"الفصل الرابع والثلاثون"
(الأخير..)
" وانتظرت يجيني ردك ، وانتَ عارف معنى بُعدك ،
وحدتي رجعتلي بَعدك ، اللي غابت يوم في ضِلك ،
حِيرتي زادت من ظنوني ، قولت اسأل ناس صُحابك ،
اللي ردّوا خوّفوني ، قالوا انسى راح وسابك.."
دعوني أبدأ بالسلام ، فلا رجا لي غيره .. ولنتغاضى عن حمقاء ساذجة ظنّت أنها نالت السلام في ظِل حرب تزداد تفاقم ،
ترددتُ لتدوين هذا ، فما عاد يغويك نَصّي ، ولم تعد كلماتي تُداعب وتر الحنين في قلبك ، ولم تعد كل سُبل التودد لقلبك تؤدي إليهِ ، أخفقَت محاولات استرداده ، وعُدتُ كـ جندي مُطأطئ الرأس يَخفي هزيمة ساحقة من فقدان وطنه في ساحة تلك الحرب ..
و مازالتُ أتساءل أين يذهب المرء حين تصفعه الحياة ؟!
وحين يفقد موطنه ويصبح بلا مأوى ، ويتحوّل ملاذه إلى منبع خوفه ، يتخبط هُنا وهناك كـ موجِ البحار المتلاطم ؟!
أمّا بعد نزيف قلبي ، وبكاء قلمي المدوّن بحروفهِ التي تُكتَب بـ آنين الفراق و حنين الغياب ،،
تكاد الأفكار تلتهمني بعدما أصبحت فريستها الأولى ، والشوق كَـ الشوكِ يوغز قلبي في كل حين ، والأيام تخدش على جِدار قلبي بمخالبها المسمومة من حُبك ، أركض بمحاولة الفرار من أن تلحق بي وأصبح أسيرتها مرةً أخرى أو بالأحرى أسيرة لذِكرى حُبك الذي تعثرت به دون وعي مني ..
حب أم خطأ غير مقصود ؟؟! لا فرق بينهما فكِلاهما يسدد دينهما قلبي ،ويدفع ثمن ذلك الإثم طِيلة العمر..
يبدو أن سماعي لألحان وكلمات كوكب الشرق منذ الصغر كانت تُهيأ ليِ هبوب عواصف الأقدار بأي لحظة ، وأن القلوب لابد لها أن تبحث عن مرقد آمن حيثُ سَكينتها وهدوءها لذلك بدأتُ أطوي حنيني إليكَ ، فلا سَكينة ولا هدوء بجانب صخب قلبك ، ولا صبر لديّ لهدره في انتظار سراب .
مُخزي قضاء العمر بانتظار غائب لا يمّر بأحلامهِ شبح العودة ..والأكثر خزي أن يكون المرء على علم تام بأنه لن يأتي لو مرّت أعمار فوق عمرهِ ..لن يأتي.
ملك_عجور

إتخذ وقتاً طويلا بوقفتهِ أمام المرآة دون وعي لنفسه ، شرد بذهنه وأنامله تلمس ذلك الشيء الذي يطوّق إصبعه بيده اليمنى ، فجاءت بخاطره بعض اللحظات التي تُعد بذلك اليوم ...
Flashback..                                                                                    
أتى إليه والده بوقتٍ متأخر بعد انتهاء جلسة العائلة جميعها بالحديقة وصعودهم للغرف متأهبين للنوم .. طرق باب غرفته فكان مستيقظاً كعادتهِ تنفرد به الهموم والأحزان .

دلف إليه جبل بعد سماعهِ إذن الدخول
_ عارف إني هلاقيك صاحي ، ممكن نتكلم شوية ؟

إنصاع له مرحّبا لمطلبه وتقدم إليه _ طبعا يا بابا اتفضل .

_ تعالى نتكلم في البلكونة ياحمزة ، هوا ربنا جميل ..زي اختباراته واختياراته بالظبط يابني.

انتابه الذهول لوهلة من مقدمة حديثه حتى أدرك صُلب الموضوع الذي جاء لأجلهِ فسار معه كما قال وظل صامتاً لحين البوح عن كلماته .
_ بص ياحمزة ، أنا مش جاي أفتح في كلام عدا وماضي هو بالنسبالك نقطة سودة في حياتك ..اتكلمنا كتير وجه وقت إنك تثبت محاولات التجاوز بتاعتك ، وأنت انسان مش ملاك ولا بد إنك تغلط وتتعلم من غلطك ومتكررهوش .

علي سبيل الحب ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن