اقتباس من الفصل الأخير❤

232 4 0
                                    

_ هتفضلي ساكتة كتير ؟!!

دون مبرر أو أي سبب تحشرج صوتها وشعور بالحزن تملّك منها دون إرادتها وكأنها أرادت أن تبكي فتمالكت ذاتها ويعلم جيداً سبب حالتها تلك وأنها بالأخير أنثى ...أجابته بنبرتها الهادئة
_ مافيش حاجة أقولها .

وصل المصعد لطابق جناحهما ،، تقدمها يضع المفتاح بالباب وتنّحى جانباً لتسبقه بالدلوف فكانت الصدمة حليفتها ، الديكورات الأنيقة والتزيين المخصص للشريكين والفقاعات تملأ المكان حولهما ، كل هذا هيّن واعتادت عليه من قِبله ..لولا وجود فستان الزفاف الذي يندلي بالمنتصف على الفراش .
تقدمت بخطوات مرتعشة نحوه والتقطته بدموع كانت تود النزول منذ وقت قليل لهذا السبب ، تفحصته بنظرات فرحة وابتسمت وسط بكائها وهي تتلمسه بأناملها بنعومة وإلتفتت إليه فوجدته يطالعها ببسمة هائمة لفرحتها التي لم يسعها المكان ..تركته بمكانه واقتربت منه فمد ذراعه يجذبها إليها ويحيط خصرها .

_ أنت ؟!!!

قالتها ببكاء وضحك في وقت واحد فقال ببسمة
_ أظن كدة بقا في حاجة تقوليها ؟

_ حاجة واحدة ؟!! أقول إي ياسليم ؟ هقول إي ؟!!

لم تنفك عن بكائها فتابع حديثه بنبرة رجل هامت بكل تفاصيله
_ أقولك أنا ، إن جه وقت تكوني أجمل عروسة تشوفها عيني
أقل حاجة ممكن أعملهالك إنك تلبسي الفستان دة ومش هقولك نعيد المشهد من تاني ، أنا هسيبه زي ماهو محفور جوايا بكل تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة ، بس هنزوّد مشهد لطيف في الحكاية ،،،،، ابتعد بنسبة قليلة وأخرج من حوزته عُلبة صغيرة وجثى على ركبته أمامها وفتحها ومد يده بها قائلا بحنان

_ ولما نيجي نحكي لولادنا عن قصتنا هتقوليلهم إن البطل اللي هو داد ، طلب تواضع ورأفة البطلة اللي هي حضرتك بحال قلبه المسكين اللي اتعلق بيها من يوم ما جت للدنيا ، وإنه كمان دايب فيها وميقدرش يشوف شبح نظرة من الزعل في عينها ...ودلوقت بقولك لو تقبلي نبدأ من جديد وكأن شيء لم يكن يا لي لي ، تقبلي تتجوزيني للمرة الأولى برضاكِ وعلى الملأ وقدام كل العالم ياليل؟

حركت رأسها بحركات متتالية بالموافقة ومازال وضعها الضاحك والباكي بنفس الوقت حتى مدت يدها إليه لتحثه على النهوض فاعتدل بوقفته والتقط كفّها ليضع الخاتم بإصبعها الأوسط ورفعه يلامسه بشفتيه بدفئ ومازالت نظراته تتطوقها .
احتوت وجهه بكفيّها وطالعته بعشقٍ مهول تجلّى بعيناها التي تُزرف دمعهما السعيد قائلة
_ أنت كل حاجة حلوة في حياتي ياسليم ، أنا لو هعيش عمري كله أجمّع كلام وأوصف حبي ليك مش هيكفيني أعمار فوق عمري ،، أكيد هختارك دلوقت وفي اللي جاي ولو رجع بيا الزمن هدوّر عليك انت وبس وأختارك .

لم تدع له فرصة أن يتحدث واقتربت منه بحب واحتضنت شفتيه بنهم وشغف كبير وتقربه منها أكثر وكأنها تخبره بفعلتها أنه الأمان والملاذ ، ورجفة قلبها الأولى التي أحدثها بذاتهِ ، استسلم لأناملها التي تتعمق بخصلاته بتيهٍ حتى ابتعدت بعد وقتٍ طويل وسندت برأسها على كتفه تستنشقه بهيام فضمها له أكثر وظل يمسّد على ظهرها بحنانه المعهود .

_ أدفع عمري كله قصاد إنك تفضلي في حضني على طول ياليل ... اضّحي بكل ما أملك مقابل إني أفوز بيكِ إنتِ ، انتِ مكسبي الحقيقي اللي جَنيته من كل تعب الدنيا وبعد خساير كتير أوي .

_ بحبك دايماً وأبداً ياعيون ليل.

تنهد باشتياق جارف إليها داخل أحضانه وابتسم ،، وتمالك ذاته محاولاً كبح زمام عواصف حُبه الهائجة فابتعد عنها بمرحٍ وقال
_ أنا شايف إنك يادوب تلحقي تجهزي يا إما يمين بالله ياليل لا أنا ولا انتِ نعتّب الفرح وماحد يعرفلنا طريق ...اتهدي كدة وعدّي الكام ساعة دول بهدوء قبل إعصار المساء .

ضحكت برقة وطالعته بحب وأردفت _ إعصار مابيقعش في طريقه غير قلبي ، ومن لحظة هبوب رياحه الأولى متمنتش إني أفلت منه.

طبع قبلته على وجنتها بحنان قائلا_ إعتراف صريح ومقبول ..اعتبريه تنبؤ للساعات اللي جاية بعدم نجاتك من الدوبان على إيدي .

تنفست رائحته بولعٍ أملاً وحُباً بالإحتفاظ بها قدر المستطاع داخل رئتيها ...غادر الجناح وتركها وسط تلك السعادة التي فاضت بقلبها وملأت أركان حياتها كاملة بجواره ...عادت بخطوتها للخلف وبسمتها تزيّن ثغرها وأمسكت بفستان الزفاف مرة أخرى ولكن احتضنته بقوة ، سلبت أنفاسها تلك الأناقة والبساطة التي تحلّى بها ، وضعته بموضعه وألقت نظرها على الخاتم وضحكت ثم خطرت بذهنها فكرة لطيفة وأسرعت لتفعلها ..

#على_سبيل_الحب❤

علي سبيل الحب ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن