نبحثُ عن الهدى فنجدُ الضلال، ما بالها الدنيا تريدُ لنا الظلام، والكون يدور في مدارات تقبضُ على أنفاسُنا غايتها الهلاك، والجميع يسعى للموت مقابل أن يجد السلام، فقُل لي كيف العيش وسط جموع الذئاب! العودة تعني الموت، خروجك من المستنقع المُحتبس فيه عشرات السنين للإنتقام يُصيبك بالغثيان.
مجهول يرتدي وشاح جلدي أسود اللون يُغطي جميع جسده، وقناع يخفي معظم وجهه عدا عيناه، عينان سوداويتين يُقسمان بالدمار، الدمار في كل من سبَّبَ له التعاسة والإنهيار، أمسك سلاحه الأبيض بيده، ثم سار خارج المنزل القديم المتهالك، الساعة تعدت الثانية بعد منتصف الليل، والصمت القاتل يعم شوارع الأرجاء، خطواته كانت بطيئة لتؤخِر أجل شخصٍ آخر، ويده تقبض على سلاحه أكثر وأكثر، وعقله يرسم له آلاف السيناريوهات لطُرق القتل المتعددة، هل يقتله مرةً واحدة!! أم يُقطِّع أصابعه أولاً ومن ثَم يقتله!! أم يشفي غليله ويقطع يداه ومن ثم ينحر عنقه!! وللحقيقة هو مُحتار للغاية في قتل ضحيته.
وصل إلى الوجهة المقصودة، ڤيلا "الأرماني"، حيثُ يعيش ذلك الطبيب المعتوه والمقصود، بخطوات خفيفة وخُطى مدروسة دلف للداخل، وبهدوء شديد وثقة قاتلة صعد لغرفته والتي يحفظها عن ظهر قلب، فتح باب غرفته بخفة وخطواته تسبقه، أنزل وجهه لمستوي رأسه بجانب الفراش، حيث كان متسطحًا براحة، لتلفح أنفاسه بشرة وجهه الباردة.
عيناه القاتمة دارت على ملامح وجهه يُطالعه بكره دفين، وجَّه نصل مديته لرقبته ينغزه بها نغزات خفيفة، ليشعر بها ذلك النائم، فتح عيناه ببطئ لإستيعاب ما يحدث حوله، وعندما ارتكزت نظراته على نصل السكين فزع من مضجعه، استند على يداه وهو يعود للخلف بخوف، ثم تحدث بهلع:
_انـ... انت مين!!!!!قرَّب وجهه المخفي خلف قناعه، ثم تحدث بفحيح جعل الذي أمامه يتبول على نفسه من الخوف الشديد:
_أنا هلاكك.. أنا قدرك الأسود.. أنا القناص....!!أنهى كلماته وهو يُمسك بعنقه بيده القويتان، وقبل أن يُخرِج الآخر أي صوت من فمه، كان هو ينحر عنقه بسكينه الحادة ببطئ يتلذذ في قتله، ومع قتله يتذكر صرخاته في الماضي، ضربات قلبه التي كادت أن تتوقف، وأشخاص يصرخون من حوله، لينتهي به الأمر في غرفة العناية دون حول له ولا قوة.
رمى جثته على الأرض بحقد وغل شديدين قبل أن يُبصق عليه بإشمئزاز، ثم خرج بنفس الخفة التي ولج بها، وها هو يُخطط أول سطوره للإنتقام، إنتقام سيحرق الجميع، الجميع بلا إستثناء، إنتقام خاص بالقناص......!!!!
«فإحذر يا عزيزي، فالهلاك قادم علي يد القناص».
"حارة القناص"
|شروق حسن|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنت تقرأ
حـارة الـقـنـاص
Actionكان عالقًا في مستنقع سحبه للأعماق، حتى باتت يداهُ مُلطخة بالدماء، يقتل ضحيته بلا رحمة؛ للثأر مِمن كانوا السبب في قتل شقيقه ومرض والدته، حتى لُقِب بـ«القناص»، هوى من مُرتفع عالٍ حطم جميع أمانيه بلا شفقة، حتى جائت هي لتُعيده كما كان، جعلته كإنسانٍ كما...