اجتمع الأطفال في غرفة الصالون على الأرض، وأبائهم جالسون على الأرائك يتناقشون في بعض الأمور، جلسوا حول بعضهم البعض على شكل دائرة حتى كاد الحماس يقفز من بين أعينهم عندما أخبرهم "يامن" بأنه اتفق مع "آسر" للعب إحدى الألعاب!
وتلك المرة تسائلت "چنىٰ" والتي لم تكن سوى ابنة "سيف ومريم" قائلة بانتباه:
_لعبة إيه اللي هنلعبها يا "يامن".رفع "يامن" رأسه بعنهجية واضحة ثم أجابها بغرور:
_الصبر يا أخت "چنىٰ" الصبر.تأفف "نوح" بنفاذ صبر والذي كان يجلس بجانب "مكسيم" الذي لم يكف عن تناول الطعام، وبعدها أردف حانقًا:
_ما تنجزوا بقى عايز أقوم أذاكر.لوىٰ "مغيث" شفتيه بحسرة قبل أن ينكزه في جانبه بقوة طفيفة أدت إلى امتعاض ملامح وجه "نوح"، فمال عليه "مغيث" وهمس له:
_متجيبش سيرة المذاكرة قدام أمـي عشان هتلطم مني أنا وإخواتي.رد عليه "نوح" ساخرًا:
_طب ما تذاكر يا حبيبي أنت وراك حاجة؟!!اعتدل "مُغيث" في جلسته ثم رد عليه بلامبالاة:
_مشغول مش فاضي.التوىٰ ثُغر الآخر باستنكار، وعادوا بأبصارهم مُجددًا نحو "آسر" الذي قرر التحدث أخيرًا، لكن حديثه جذب انتباه الكبار ويا ليته لم يتحدث أو يفتح فاهه حتى:
_أنا و"يامن" قررنا إننا نلعب لعبة جديدة، هنلعب ورق حجر مقص، وكل ولد هيكون مع بنت، واللي هيفوز هيبوس التاني.
فرغ الجميع فاهه خاصةً "يحيى" الذي يرىٰ ثمرة تعبه واجتهاده في تربيته لابنه قد طرحت سُمًا!!
فتح "يحيى" فاهه للإعتراض، لكن قاطعه صوت "حوراء" التي تشدقت بصرامة وحزم رغم صِغر سنها:
_لأ طبعًا كدا حرام وربنا هيزعل مننا، بابا قالي مينفعش نبوس أي ولد غير إخواتنا، لكن ولاد عمنا نتعامل معاهم بحدود.تشكل الفخر داخل أعين الجميع وهم يرون ابنة العائلة وفخرها تُدافع بكل حزم عن الفتيات، لكن لم تكتمل فرحتهم ولأسفهم الشديد، وذلك عندما هبطت "فيروزة" صاحبة العامين والنصف من على قدم "يونس" الذي كان يُداعبها، ثم اتجهت إلى "نوح" وقبَّلته برقة على وجنته، ثم هرولت إلى أحضان والدها تخفي وجهها بخجل وهي تضحك بصخب!!!
بينما ردة فعل "قاسم" على الموقف بأكمله هي؛ ضربه بكفه على صدره بصدمة وعبَّر بقوله المصعوق:
_يا شرفك اللي بقى في الأرض يا "قاسم"؟!!!#قـريبًا.💖
أنت تقرأ
حـارة الـقـنـاص
Actionكان عالقًا في مستنقع سحبه للأعماق، حتى باتت يداهُ مُلطخة بالدماء، يقتل ضحيته بلا رحمة؛ للثأر مِمن كانوا السبب في قتل شقيقه ومرض والدته، حتى لُقِب بـ«القناص»، هوى من مُرتفع عالٍ حطم جميع أمانيه بلا شفقة، حتى جائت هي لتُعيده كما كان، جعلته كإنسانٍ كما...