الفصل التاسع عشر |هَدية لطيفة|

54.9K 3.8K 1.3K
                                    

اتقوا الله ومتنسوش الفوت.😠❤
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثمَّ تُبتلى وَتُبتلى حتّى تطَأَ قدمَاك الجنَّة..

فتُغمَّسُ، فيها غمسةً وتقُول والله ما رأَيتُ شَقاءًا قَط!

[ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا ]💛
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الفصل التاسع عشر»
«حـارة الـقـنـاص»
|هدية لطيفة|

"بات طيفكِ يلاحقني في كل مكان، بات الليل بعيناكِ كالنجمتان.

لطالما كانت فكرة الفراق مُفزعة، جرب يومًا أن تتعلق بشخصٍ حتى يُصبِح هو روحك، وبعدها يتركك فجأةً دون مُبررات، حينها ستشعر بأنك عارٍ في صحراءٍ جرداء يضرب بجسدك الهواء البارد دون هوادة، لن تجد ذاتك مُجددًا، لقد سُرِقت.

هبط "صهيب" من السيارة وكذلك زوجته أمام قصر "عائلة الأرماني"، يُشبه الحلوى المُغلفة بغطاء لامع من الخارج، ومن الداخل بشع المذاق والرونق، أمسك "صهيب" بيد "حبيبة" بحماية، ثم نظر لها مُسددًا لها نظرة مُطمئنة يُخبرها بها بأنه سيظل جوارها، بادلته النظرات بأخرى متوترة لكنه اِحتواها بنظراته المُشجعة التي تُشعِرها دائمًا بأنها في أمانٍ بوجوده.

دلفوا إلى الداخل يسيرون بخُطى رتيبة وهادئة، وأثناء سيرهم همس لها "صهيب" بخفوت:
_مش عايزك تتوتري ولا تخافي، أنا هبقى معاكِ وعيني عليكِ طول الوقت، مش عايزك تحتكِ بـ"أنس" بأي شكل من الأشكال، بنات عمك "صفوت" اِبعدي عنهم نهائي أنتِ عارفة إن هما بيغيروا منك ونيتهم مش كويسة ليكِ، لما تحتاجي حاجة قوليلي أنا وهعملهالك على طول.

كان يُملي عليها أوامره وكأنها طفلة في السادسة من عمرها وتحتاج للرعاية والإهتمام، وهي بالفعل كانت كذلك، كانت تهز رأسها بالإيجاب توافقه على ما يقوله ولم تعترض على كلمة واحدة، فهي بالأساس لا تحب تلك العائلة ولا ترتاح لأفعالهم.

وصلوا إلى الردهة فوجدوا الجميع جالسًا على الأرائك يتشاورون في بعض المواضيع الهامة، رأى "مختار" ابنه "صهيب"؛ فهب من مكانه ذاهبًا إليه ليحتضنه أثناء قوله:
_نورت بيتك يا حبيبي.

اغتصب "صهيب" ابتسامة صفراء على ثغره وهو يُجيبه بود زائف:
_الله يخليك يا بابا.

جاء الدور على "نادر" فتبادلوا السلام والأحضان حتى توقف على "صفوت"، والذي يُعتبر ذيل الأفعى:
_منور مصر يا عمي والله.

احتضنه "صفوت" والذي تشدق بعتاب قوي:
_واضح يابن أخويا واضح، بأمارة إني بقالي خمس أيام جاي من السفر وأنت مكلفتش نفسك تيجي وتزورني مرة واحدة.

حـارة الـقـنـاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن