الفصل السابع والأربعون |أصابها في مقتل|

41.3K 3.6K 909
                                    

متنسوش تفاعلكم وكومنتاتكم اللي بتشجعني أكتر.💖🦋
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏لو علِم الإنسانُ أنّ أجلَه بعد ساعة، لما بقي في قلبه هوى لمعصيةٍ، ولا عذر لمخالفةٍ، ولكنّه طولُ الأمل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#الفصل_السابع_والأربعون.
#حارة_القناص.
#أصابها_في_مقتل.

ليتني أقف على حافةٍ عالية لأُلقي بجميع همومي، وأتخلص من جميع آهاتي، أشعر بالخراب يزداد داخل فؤادي فيُبعثر الباقي من شتاتي، أيتها الحياة أيمكنكِ تخليصي من آلامي؟! أم أنكِ تُزيدين من قهري وإحزاني؟!

_أنا ابقى "أهلة مختار الأرماني".

جُملة واحدة خرجت من فاهِ "أهلة" ودموعها تملأ وجهها، فؤادها يصرخ بألم وكأنه ينهرها على وضع اسم ذلك الحقير بجانب اسمها، وكيف تستطيع الاعتراف به وهو السبب الرئيسي في تدميرها؟!

أباها؟! عدوه اللدود وأكثر رجل يكرهه بالعالم هو والدها؟! وقف "قاسم" من مكانه بعد أن انتفض بصدمة، فتح فمه للتحدث لكن الحروف لم تصعد، وكأن لسانه قد شُلَّ عن الحديث وإبداء أي رد فعل طبيعي!!

رفعت "أهلة" عيناها الحمراء تُطالع ردة فعله بحذر، لكن دموعها مازالت تهبط بصمت وملامح الحسرة ترتسم بوضوح على وجهها، رفعت كفيها تمسح وجهها بهدوءٍ شديد بعد ان زفرت بقوة لتستجمع روحها المُشتتة، وبعدها طالعته بقوة ثم قررت تفجير قنبلتها التالية:

_وأنا اللي قتلت عمي... "رفعت الأرماني".

صمت.. صمت.. صمت.. كل ما حصلت عليه هو الصمت الذي عمَّ كل ركن من أركان الغُرفة، نبرتها كانت جامدة، باردة، وكأنها ليست نادمة على قتله أو ما شابه، بينما "قاسم" نظر إليها بملامح مُبهمة وكأنها كائن غريب برأسين مثلًا!! ارتمى بجسده يجلس على الفراش وعيناه مُتحجرة على نقطة واهية بالغرفة، حتى صوته رفض بالخروج وقدماه لم تقدر على حمله!

التوىٰ ثُغرها بابتسامة جانبية ساخرة، ثم رفعت يدها لتستند على الكومود بجانبها حتى نجحت بالوقوف، وبهدوء شديد توجهت نحو المرحاض وأغلقت الباب خلفها، دون حتى أن توجه له أي نظرة حتى لو نظرة عابرة! وهو فعل المثل، لكن بعد إغلاقها للباب رفع أنظاره يُطالع الباب المُغلق بصمتٍ وبدون تحرُك، وبعدها هب من مكانه واقفًا وخرج من الغرفة بأكملها بسرعة بعد أن أغلق بابها بعنفٍ ناتج عن صدمته.

وبداخل المرحاض؛ تكومت "أهلة" على ذاتها بعد أن جلست على الأرض السيراميكية الباردة، انتفضت من مكانها عندما استمعت إلى صوت الباب يُغلق بعنف، فعلمت بأنه قد خرج من الغرفة بأكملها، وهُنا سمحت لذاتها بالانهيار، هبطت دموعها وعلت شهقاتها الحادة لتملأ المكان، وهُنا عادت لعادتها القديمة، وضعت يدها على فمها لتمنع صعود شهقاتها الحادة، تُحاول أن تمنع ذاتها بشتىٰ الطرق عن البكاء، وهُنا تمنت لو أنها لم تُعالَج من الكتمان من الأساس.

حـارة الـقـنـاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن