الجزء الأول- البارت السابع والعشرون
"ولو نظرتُ إليك كنتُ على يقينٍ بأنِّي سأبتسم، رغم الظروف التي ألهتني وأشغلتني عن السَّعادة."
في ڤيلا الخولي
أتت كاميليا لتجلب لحبيبة بعض الملابس والمستلزمات لعدم وجود صعدت إلي غرفة حبيبة ولكن أثناء صعودها سمعت صوت أحمد وكأنه متعب لا يقدر على الكلام لتغير وجهتها وتذهب إلي غرقته لتتفجأ بالمشهد التالي أمامها علي مطبق بكلا يديه علي رقبة أحمد وأما أحمد يحاول بشتى الطرق التخلص من تلك اليدين
لتري كاميليا ذلك وترقض اليهم بذعر شديد وتحاول تخليص أحمد من يدين علي وتقول بخوف: علي أنت بتعمل ايه.. أنت إتجننت علي سيبه هيموت
علي وقد أعماه غضبه: أنا أبقى مجنون فعلاً لو سبته لحظة واحدة عايش
كاميليا بذعر: يا علي أبوس ايدك سيبوا هو عمل ايه لكل ده
على بدون وعي: عايزة تعرفي عمل ايه لكل ده
وأكمل بغضب: هو اللي اغتصب مامتك
هنا سارت رعشة في كل جسدها وترددت الجملة في ذهنها مرات عدة أمعقول أن أقرب الأقربين يفعل هكذا؟ كيف وهو من كان يحب أمها ويريد الزواج بها قبل موتها؟ ألهذه الدرجة الدنيا صغيرة لكي يرتكب تلك الجريمة البشعة أكثر شخص اعتبرته كأبيها؟ أيمكن أن يكون عدوها أكثر شخص تشعر بحضنه بحنان والدها؟ كل ذلك دار في ذهنها وبغمضة عين كانت قد وقعت مغشي عليها
ليترك علي رقبة ذلك الذي كان على حد الموت ويذهب إليها بخوف شديد فقد ارتكب خطأ بارغ بإخبارها الحقيقة هكذا.. أما الآخر فلم يتوقف عن البكاء نعم كان يبكي بطريقة بشعة وكأنه ندم للتو على فعلته بتلك المسكينة.. ليذهب بإتجاه كاميليا ليطمأن عليها ولكن يحملها على وينظر إليه نظرة أقسم أنه لو كانت النظرات تقتل لكان أحمد الآن من الموتي
ليقول علي بتحذير: إياك.. إياك تقرب خطوة كمان صدقني محدش نيمنعني إني أموتك ساعتها
وتركه وأخذ كاميليا إلي غرفة أخري وحاول إفاقتها وحاول كثيراً إلى أن نجح الأمر
علي بتهدئة: كاميليا حاولي تهدي صدقيني كل واحد هياخد جزاؤه
كاميليا ببكاء: أكيد مش هو اللي عمل كدة ده كان بيحب ماما أوي ليه هيعمل كدة
علي وهو يحاول ألا يغضب: كاميليا أنت بتقولي إيه أنتي لسة بتدافعي عنه
كاميليا هي مازالت في حالة عدم تصديق: ط.ب.. طب.. أنت عرفت منين
علي بتنهيدة: عرفت وخلاص يا كاميليا مش لازم منين بس عرفت
كاميليا بحزن: طب هنعمل ايه دلوقتي
نظر إليها علي مطولاً وهو لا يعرف ماذا يقول فحتي آخر دليل كان بيده قد ضاع منه ولا يعرف ماذا سيفعل
كاميليا وهي تقوم بمسح دموعها: طب يلا تعالى معتيا على المستشفي
علي بإستغراب: ليه في إيه
كاميليا وهي تحاول رسم إبتسامة: مش بيقولوا الحي أبقى من الميت وأنت دلوقتي مامتك في المستشفى وحالتها تعبانة وعايزة تشوفك أنت وهشام
علي: وأنا هاجي ازاي وهشام ميعرفش أني عايش
كاميليا: يمكن هتقولكم حاجة أو هتفهمكم هي عملت كدة ليه وبعددكم عن بعض.. معرفش بس هي قالتها صريحة أنها عارفة أني عارفة أنك عايش
علي بتفكير: طب وهشام هنقوله إيه أكيد هيلومني دلوقتي أني خبيت عليه
كاميليا: مش عارفة احنا هنروح المستشفى وانت تدخل تتكلم معاها حلو كدة وتشوف هتقولك ايه ونبقي نتصرف بعدها
علي بتساؤل: طب هنعمل ايه في أحمد
كاميليا وهي تحاول عدم البكاء: قولتلك الحي أبقى من الميت.. دلوقتي خلينا في طنط وهنبقي نتصرف أكيد في موضوع أحمد يلا بس بسرعة
___________________________________________________________
عند سلمى وهشام
نزلت سلمى بسرعة من الشقة التي تسكن بها مرڤت لتلحق بهشام
سلمي بنداء بصوت عالٍ: هشام.. هشاااام استني
هشام بملل: ايه يا سلمي
سلمي بحزن: مش ناوي تيجي لطنط حبيبة بقا المستشفي
هشام بعصبية: أنتي مسمعتيش.. ولا كنتي مغيبة أنا كنت مخطوف رسمياً يا بنتي مخطوف
سلمي بتهدئة: متكبرش الموضوع يا هشام الست كانت بتمر بحالة صعبة علشان كده وبعدين مخطوف إزاي وأنت كنت عايش معانا في البيت
هشام بنفاذ صبر: فعلاً مكبرش الموضوع.. صح معاكي حق هي فعلاً حالتها النفسية تعبانة وعلشان كدة خطفت ابن من أمه وربته بعيد عنها وخلت أمه تحزن عليه.. لا وكمان منعت إن إنسان يدفن.. ليه.. لأنها حالتها النفسية كانت وحشة فعلاً راضية بالكلام ده
سلمي بتنهيدة: والله أنا مش راضية بالكلام بس على الأقل اعتبرها حالة إنسانية مش أكتر اعتبر أنك بتقدم مساعدة لحد متعرفوش يلا تعالى نورح يلا
وقامت بسحبه للذهاب معها ولكنه قال بإستغراب وتساؤل: بتعملي إيه يا سلمي والنبي
سلمي بتبرير: بحاول أخليك تجي معايا
هشام بسخرية: وأنا كدة المفروض هاجي وأكون تمام وأسمع كلامك ولا كأني ولد صغير خد الكلمة من أمه
سلمي بإحتجاج: مهو ولا أنا ولا أنت هنمشي من هنا غير لما يكون رجلك على رجلي والصراحة الست اللي مرمية في المستشفي دي صعبانة عليا طب أقولك علشان خاطري بس تعالى
هشام: أيوة جينا لخاطر ست هانم اللي كذبت عليا صح
سلمي بتعديل: خبيت اسمها خبيت علشان مكنتش عارفة أقول ازاي زيك كدو مش عارف تقول ازاي لكاميليا دلوقتي
هشام وقد وافق: ماشي يا سلمي هنروح خليكي فاكرة أني روحت علشان خاطرك بس لو حصل أي حاجة تضايق هناك هحاسبك أنتي
سلمي: دي زيارة مريض إيه اللي هيحصل زي ما قولتلك اعتبرها مساعدة إنسانية
هشام: ماشي يا سلمى بس برضه لو أي حاجة حصلت أنتي اللي هتتحاسبي
سلمي بقبول: تمام تمام ماشي موافقة يلا نمشي بس
___________________________________________________________
في منزل نادين
دخلت نادين المنزل وعلي وجهها التعب والغضب معاً لما تعرضت له في شركة كريم إلى أن نادت عليها والدتنا
والدة نادين: نادين تعالي عايزاكي
ذهبت نادين إليها وقالت بإبتسامة: نعم يا ماما
والدة نادين: يعني كنت عايزة أكلمك في موضوع أهلك
نادين: يا ماما ليه بتفتحي الموضوع دايماً
والدة نادين: علشان حاسة بالذنب.. حاسة بالذنب أنك بعيد عن أهلك
نادين: وأنتي قولتيلي الحقيقة من زمان وخيرتيني أبقى معاكي ولا أروحلهم وأنا مهمنيش الموضوع زمان ولا هاممني دلوقتي أنتي أمي بس الموضوع بسيط وانتهي
والدة نادين بإعتراض: نادين الموضوع مش بالبساطة دي عارفة يعني إيه أم تعيش من غير بنتها الموضوع كبير أوي
نادين وهي تحاول إقناعها: دلوقتي هتكون أخدت على الوضع أصلاً.. وبعدين تعالى نتخيل روحت وقولتلهم أنا بنتكم اللي ماتت من أربعة وعشرين سنة هيعملوا إيه.. ها احتمال يسجنوني أصلاً.. والله أنا اعتدت على وجودك في حياتي وكونك مامتي وهي كمان أكيد اعتادت دلوقتي أن أنا ميته بس الموضوع سهل
والدة نادين: لكن ...
نادين بمقاطعة: ملكنش يا ماما أنتي أمي وأنا مش عايزة حاجة تانية ده كفاية أنك إطلقتي علشاني وربتيني العمر دة كله عايزاني دلوقتي أسيبك لوحدك علشان ناس معرفهمش دة أنا أبقي قليلة الأصل أوي
والدة نادين بعصبية: متفكرنيش بعديم الأصل والتربية ده اتفووو عليه وعلى شكله
نادين بمواساة: هش هش مش هنتكلم عليه أنا سكت مش هجيب سرته خالص.. وأنتي كمان معتيش تجيبي سيرة الموضوع دة تاني تمام اتفقنا
والدة نادين وهي تهز رأسها: ماشي اتفقنا
نادين وهي تحتضن والدتها: أيوة كدة يا ست الكل يا عسل يا قمر أنتي هاتي بوسة كدة وأنتي مزة النهاردة كدة
والدة نادين بضحك: حسني ملافظك يا بكاشة
نادين بتساؤل: طب ايه هنقضيها حب وحنان كدة ولا فيه أكل أكله أحسن عصافير بطني بتجعر مش بتصوصو بس
والدة نادين وقد قرعت ضحكاتها كالطبول وقالت وهي تغمز لها: لا فيه طبعاً.. ورق العنب اللي بتحبيه
نادين بمداعبة: بقا عايزاني أسيب الدلع دة كله دة انا ابقي مجنونة
___________________________________________________________
في أحد المصانع المهجورة
دخل محمود وعلى وجهه علامات البرود إلي أن جلس علر أحد المقاعد الموضوعة وموجود أمامه شخص قد أبرح ضرباً
محمود: بقا أنت يا فؤاد بتضحك عليا وتديني معلومات غلط.. وكمان تتعامل مع أحمد ضدي
فؤاد بخوف: أنا يا باشا والله ما عملت حاجة ولا أتجرأ أعمل أي حاجة تأذيك
محمود: إيه اللي موجود في الفلاشة اللي جبتها لأحمد
فؤاد بكذب: فلاشة إيه يا باشا
أشار محمود لأحد رجاله بأن يكمل الضرب ولكن قال فؤاد بسرعة: والله يا باشا ما أعرف هو خلاني أخدها من بيت على بيه وأدهالوا لكن والله ما قالي تفاصيل
أشار محمود مرة أخرة لأحد رجاله ولكن قال فؤاد: خلاص يا باشا فيها صوره مع مدام رشا
محمود بعدم فهم: صور إيه
فؤاد: الصور بتاعت الليلة إياها
قام محمود من علي مقعده وقال بتوصية: هايزكم تروقوه ترويقة حلوة كدة علشان يتعلم بعد كدة ميكذبش ولا يلعب على أسيادن وبعد كدة ابقوا أرموه في أي شارع رمية الكلام
قال جملته وترك خلفه فؤاد الذي كان يناديه ويستغيثه ليساعده يتشبع ضرباً
___________________________________________________________
"أنا شخص مزاجي لا تتفاجأ ان تحولت ابتسامتي تكشيرة بعد لحظات من اندماجك معها،وسكوتي مفاجئ بعد حماسة في الحديث ."أمام المستشفى
قال هشام بضجر: والله ما غايز أدخل مش مستعد أسمع كلامها دلوقتي
سلمى بزهق: أوف يا هشام أنا طول الطريق قاعدة بداديك وبقنعك أنا لو بتعامل مع طفل مكنتش عملت كل ده
هشام بسخرية: لو كنت بتعامل مع طفل مكنتش عملت كل دة.. أنا أصلا لو مش حاسس أني بتعامل مع طفلة مكنتش وافقت أني أجي .. أنا إيه اللي خلاني أتقدم لطفلة زيك كنت أستني واحدة عاقلة أحسن
نظرت له سلمى دون أن تتكلم ولكن بدى عليها ملامح الحزن
هشام وهو يحمحم ويحاول اصلاح ما فعل: أحم. مش قصدي أضايقك آسف
وأكمل بغيظ ومرح: والله برافو أنتم البنات تمسكوا في أي كلمة ولو غلطانين بتقلبوا التربيزة علينا وتخلونا نعتذر
ضحكت سلمي على تبدل مزاجه في ثانية واحدة فها هو إعتذر وجعلها تضحك بعدما كان عصبي وغاضب منها
هشام أمام أذنيها: بقولك إيه ما تيجي نتجوز بلا خطوبة بلا أمي بلا بتاع
سلمي بجدية مزيفة: طب يلا قدامي وخليك لطيف فوق وزي ما قولتلك اعتبرها حالة انسانية
هشام: ما شاء الله عليكي بتقلبي في ثانية.. بس خليكي فاكرة أنا مش مرتاح أني أطلع والله فيه حاجة هتحصل أنا معتش واثق فيكم كعيلة
ليجد أمامه كاميليا وآدم ليقول في نفسه: ها اجي الثنائي الملاك آدم وكاميليا
ليبتسم لآدم ابتسامة صفراء: آهلا يا آدم
قال جملته وتركه وذهب إلي غرفة حبيبة ليقول علي موجها كلامه لكاميليا: والله هتحصل مصيبة بعد شوية
كاميليا: يلا خلينا نطلع وربنا يستر ويعديها على خير
ليدخل جميعهم الغرفة
لتنظر إليهم حبيبة: تعالي يا هشام قرب
إلي أن إقترب وقامت بإحتضانه ببكاء لتفصل إحتضانهم وتشير لعلى بأن يقترب وقامت بإحتضانه هو الآخر وفصلت الحضن وقالت بعد ذلك وهي تنظر لهشام تبلع رميقها: اللي موجود قدامك ده دلوقتي أخوك علي
يتبع.....
أنت تقرأ
رواية صدف الحياة
Mystery / Thrillerماذا ستفعل إن وجدت أقرب الأقربين هم أعداؤك الحقيقيون هل ستحاربهم لتتخلص منهم أم أن العاطفة ستغلبك وستجعلهم يتخلصون منك أولا.. الرواية بالعامية المصرية جميع الحقوق محفوظة للكاتبة ندى السيد ممنوع النشر أو الإقتباس إلا بإذن الكاتبة ندى السيد