صباح اليوم التالي استيقظت رقية على صوت صرير الباب
حيث دلف أليكسندر حاملًا صينية بيده تعلو وجهه الابتسامة ، كان وجهها مازال شاحبًا بعض الشئ فهي لم تتناول أي طعام منذ البارحة ، قال هو بنبرة مرحة "هل استيقظت جميلتي "لم تعطِ أي ردة فعل بل ظلت تنظر إليه بشحوب ، حزن هو لأجل حالتها تلك ..بالحقيقة هو لم يعتاد عليها صامتة
كانت طوال الوقت تجادله أو تتحدث إليه ، تبتسم و تضحك و لكن تلك الحالة لم يرها بها من قبل ، اقترب بالطعام من السرير و وضعه أمامها ثم جلس إلى جانبها و أردف " لقد استيقظت مبكرًا و قبل الجميع و حضرت لكِ بعض الطعام دون أن يراني أحد "اشاحت بوجهها و مسحت بعض الدموع التي سقطت من عينيها حتى لا يرها بتلك الحالة مجددًا فقال " أحضرت الخبز و بعض الحبوب و الخضراوات و هاك عصير برتقال و لكن لا يوجد به ملين أو ما شابه ...كوني مطمئنة "
ابتسمت رغمًا عنها فبادلها الابتسامة هو الآخر و قال "يا الهي ...اين كانت تختبئ تلك الابتسامة يا سيدة رقية"
تنهدت و اردفت " انا ليه حاسة بسرسوب هوا بيلفح قفايا"
تحسست رأسها و اتسعت عيناها و قالت " انت سايبني بشعري كل ده "" لقد تمزق وشاحكِ و أمرت إحدى السيدات أن تصنع لكِ واحدًا آخر "
" انت مينفعش تشوف شعري "
نهض من جانبها و اتجه إلى الخزانة و اخرج قبعة كبيرة بعض الشيء و قال " ارتديها...أنها قبعة جلبها ابي لي عندما كنت في السابعة من عمري "امسكتها و اردفت " ايه ده يا غالي هو انت و اندرو كنت بتلبسوها مع بعض و لا ايه ..في عمر السابعة ايه دي تلبس امنا الغولة لامؤاخذة يعني "
سحبها منها و قال " لتبقي كما أنتِ إذًا "
" هاتها خلاص انا آسفة "
نفى برأسه و ابتسم باستفزاز ثم اردف " لا يا عزيزتي راحت عليكِ "وقفت على السرير و اقتربت لتأخذها و لكن خبأها هو خلف ظهره و عند اقترابها لتأخذ القبعة تعرقلت بالصينية فاندفعت للأمام و أغمضت عينيها ظنا منها أنها قد ارتطمت بالأرض و لكنها لم تشعر بالوجع..."هل تحلم ام ماذا ؟"
أفاقت من تفكيرها على صوت تأوهاته " اللعنة عليكِ يا رقية ...لقد كُسِر ظهري يا فتاة "فتحت عينيها و نظرت إليه بابتسامة شامتة و اردفت "اللهم لا شماتة بس انا شمتانة "
رفع حاجبيه و لكنه ابتسم لأنها سعيدة ، بينما هي اخذت تتأمل خضراوتيه فقال هو بإبتسامة " ليس لدي مانع أن نظل هكذا لبقية اليوم "
جحظت عيناها هي و قد تناست أنها وقعت فوقه لتوها فنهضت بسرعة و اخذت القبعة و وضعتها على رأسها
حرك رأسه يمينا و يسارا بيأس و قال " سأذهب لأجلب طعامًا آخر بدلًا من الذي اوقعتِه "
اومأت هي و قالت " و انا هنضف مكان العصير اللي وقع"
التفت ليخرج فاوقفته كلماتها " أليكس ...شكرًا انك بتهتم بيا "
" أنه واجبي يا رقية "خرج أليكسندر من الجناح متجهًا الى المطبخ فأوقفه صوت أحد القضاة " سيد أليكسندر..نريد أن نعلم بعض الأشياء منك "
أومأ أليكسندر و قال" تفضلوا إلى غرفة الاجتماعات "
و التفت إلى أحد الحراس أمام الباب و أردف " اذهب الى المطبخ و اجعل الطاهي يحضر بعض الطعام ثم اجلبه لرقية "
أومأ الحارس فتحرك أليكسندر نحو تلك الغرفة ليرى ما سيحدث ، دلف فوقف الجميع احترامًا له ، أشار لهم بالجلوس ثم قال " و الآن يا سادة انني اسمعكم "
حمحم أحدهم و أردف " سيدي أن الامبراطور اوريليوس يتلفظ باسمك منذ أن افاق "
أنت تقرأ
غريبة في بلادي
Fantasyعالمي و عالمك مختلفان بدأت قصتنا برحلة جلبتني إليك و ها نحن ذا على مشارف الوقوع في الحب في زمان و مكان لا يلائمانني ترى ماذا تكون نهاية الحب الذي جمعنا ؟!