"يعني هتمشي ؟ "تنهد ثم اغمض عينيه بألم و أردف " لقد أخبرتك مرة و ها أنا أخبركِ ثانية ..فراقك ليس هين يا رقية ، اقسم بأن روحي تحترق كلما يقترب الموعد "
كادت أن تتحدث حتى قاطعهما دلوف حمزة إلى الشرفة و هو يقول " أليكسندر ، يلا عشان نلحق "
تنهد أليكسندر و نهض فنظرت له رقية بعينين لمعتا من الدموع التي تجمعت بداخلهما ثم اشاحت بوجهها بعيدًا فقال " ألن تودعيني ؟ "فرت عَبرة من عينها فكفكفتها ثم نظرت إليه و ابتسمت ثم أردفت " لا انا هاجي معاكم و اودعك هناك "
ارتسمت ابتسامة ممزوجة بالألم و الحزن على ثغره ثم قال "حسنًا و اقضي ساعاتي الأخيرة برفقتك "بعد نصف ساعة تجهز أليكسندر للرحيل و كانت رقية تخرج من غرفتها تعدل من هندام ملابسها فاصتدمت بمي ، نظرت إليها مي بتفحص و قالت " رايحة فين كدة؟"
" رايحة مع حمزة و علي عشان نوصل أليكس "
" لا ...في ضيوف جايين و لازم تقعدي معايا "
" بس يا ماما ...يمكن دي آخر مرة هشوفه فيها.."
تنهدت ثم انفجرت في البكاء و قالت بين شهقاتها "ماما..انا..انا موجوعة "
ضمتها مي و ربتت على ظهرها محاولة التهوين على ابنتها لكن بداخلها كانت تقول " لأجلك يا صغيرتي ...لأجلك "ابتعدت مي قليلًا ثم اردفت " رقية ودعيه دلوقتي ، مفيش سفر "
أغمضت رقية عينيها ثم تنهدت و اومأت ، تحركت من أمام والدتها و صعدت إلى السطح لتودعه الوداع الأخير الذي كانت تتمنى ألا تشهد هذا اليوم ثانية فقد حدث ذلك من قبل لكن هذه المرة أقسىطرقت باب غرفته ففتح الباب ، نظر إليها نظرة مطولة و كأنه يحفظ ملامحها لتُحفر بذاكرته و بقلبه ، لم تستطع تمالك نفسها و اجهشت بالبكاء و قالت " لا تنسَنى"
" لن أجرؤ على نسيانك صدقيني ...حتى لو أردت ذلك لن اقدر ؛ فأنتِ هنا " أنهى حديثه ذاك و أشار إلى قلبه
تنهد و أضاف" أعلم أنني قلتها مليًا لكنني أهيم بكِ بل أعشقكِ ايتها الغريبة "
" انت كنت الغريب هذه المرة أيها الغريب "
___________________________
" و بكدة تبقى حصة التاريخ النهاردة خلصت " أنهت المعلمة حديثها لتلتفت إلى الأطفال أمامها ثم وقع نظرها على ذلك الطفل متجهم الوجه فقالت " مالك يا محمد ؟"
تنهد ذلك الطفل المدعو محمد ثم أردف " حضرتك يا ميس قولتِ أن الرومان كان حكمهم مستبد "
" أيوة.. ايه اللي ضايقك في كدة ؟ "
" اللي مضايقني أن الكلام ده مش حقيقي ، الرومان مش كلهم وحشين "
عقدت المعلمة يديها أمام صدرها ثم قالت " و انت عرفت منين بقى ؟ "
أنت تقرأ
غريبة في بلادي
Fantasyعالمي و عالمك مختلفان بدأت قصتنا برحلة جلبتني إليك و ها نحن ذا على مشارف الوقوع في الحب في زمان و مكان لا يلائمانني ترى ماذا تكون نهاية الحب الذي جمعنا ؟!