٣١ - اللعنة على السوار

914 73 68
                                    


مرت ثوانٍ قليلة حتى تلاشى ذلك الضوء من حولها شيئًا فشيئًا في حين أنها كانت تغمض عينيها تتمنى لو أن ما حدث لم يكن ، أو يكن كابوسًا و ها هي تستيقظ منه أو يمكن أن تفتح عينيها تجد أنها متزوجة من أليكسندر الذي أضحى مسلمًا و جلبت منه اطفالًا جميعها آمال تتطلع لحدوثها لكن تلاشت كل تلك الأمنيات عندما سمعت صوتًا بات مألوفًا لها ينادي بإسهما ، حبست أنفاسها ثم فتحت عيناها وجدت نفسها بتلك المقبرة المشؤومة التي بدأ بها كل ماحدث ، وجدت علي يقترب منها و هو ينادي بإسمها بإبتسامة و سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة و هو ينظر لما يقبع خلفها

أشار إليها أن تلتفت فابتلعت الغصة في حلقها و قالت
‏ " ايه المردوبيال جه معايا هنا و لا ايه "
‏تنهدت و التفتت على حين غرة فاتسعت عينيها غير مصدقة لما تراه

بالخارج كانت حلا و فاطمة تقفان على بعد مناسب من تلك المقبرة في مكان يسمح لهما بمراقبة المداخل ، تسلل إلى أذنيهما صوت دعسات أحدهم على الأرض فإختبأتا و تابعتا ذلك الذي يقبل على المقبرة يحمل بعض الحقائب البلاستيكية همست حلا " تفتكري ده جاي يستقبل حد جاي من عصر تاني برضو "
ضيقت حلا عينيها ثم أضافت " ممكن مثلًا يبقى حد ضايع في ثقب اسود و لا جاي من عند الفراعنة أو اليونان"

همهمت فاطمة فكادت حلا أن تتحدث فأشارت لها فاطمة أن تصمت و تنظر لذلك الرجل الذي يقترب من الحارس النائم فقالت فاطمة " طلع صاحب الحارس "

كانت حلا مستندة على صخرة بجوارها و عندما استندت بقوة أكبر أوقعت الصخرة فنظر الحارس نحو تلك الضجة فهمست حلا لفاطمة قائلة " جاريني في اللي هعمله "

ما كادت فاطمة أن تومئ حتى وجدت حلا توقعها أرضًا هامسة إليها " غمضي عينك و متتحركيش " و بالفعل اغمضت فاطمة عينيها فأخذت حلا تصرخ و تندب و هي تقول " اختي ...مها قومي يا مها بالله عليكِ "
تمتمت الأخرى " مها مين يا حلا "

"ششش ...مثلي و أنتِ ساكتة "

اقترب ذلك الرجل منهما و قال " في حاجة يا آنسة "
قالت حلا بنبرة باكية " أيوة يا استاذ اختي وقعت من طولها و انا مش معايا حد "
تنهدت و اردفت " طيب ممكن تروح تجيب إزازة ميا عشان نفوقها "
أومأ الرجل فبعثت حلا برسالة إلى حمزة تخبره أن يخرجوا و بسرعة قبل عودة ذلك الرجل

ابتلعت رقية ريقها و حبست أنفاسها ثم التفتت لترى ماذا يقبع خلفها ، اتسعت عيناها و صرخت برعب "أليكس انت جيت هنا ازاي "

كان متجهم الوجه غير مستوعبًا لما يحدث حوله ، أين هو الآن ؟ أو بالأحرى كيف جاء الى هنا ؟
كانت تلك التساؤلات تدور برأسه كالإعصار فأفاقه صوت حمزة الذي قال و هو يمسك بالهاتف " يلا يا جماعة بسرعة عشان فيه واحد برة و حلا و فاطمة سوحوه بالعافية "

نظر علي إلى ملابس أليكسندر و قال " و الله لو حد شافه معانا ليفكرنا خارجين بيه من المتحف "

غريبة في بلادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن