٢٨ - أيامنا المعدودة

1K 75 28
                                    


" و لكن ماذا ستفعلين بالمكتبة "
ابتسمت رقية و قالت " هعلم الجواري القراءة و الكتابة و هحاول اقنع أليكس أنه يعملهم أنشطة عشان يشغلوا وقتهم "

" رقية ..كيف ستغيرين مسار حياتهن هكذا ؟ "
امتعض وجه رقية و اردفت" يا شيخة اتلهي هم دول عندهم مسار اصلا دول قاعدين بين أربع حيطان أربعة و عشرين ساعة و ماشيين بمبدأ بكرة نقعد على الحيطة و نسمع الزيطة "

ضيقت أولجا عينيها و قالت" و ما هي الزيطة ؟ "
قلبت رقية عينيها بملل و اردفت " متاخديش في بالك انا اللي غلطانة اني قاعدة اتكلم مصري مع الرومان "
سحبتها رقية و اتجهتا إلى أليكسندر ، قالت أولجا أثناء سيرهما " لن يوافق صدقيني "
ابتسمت رقية بخبث و اردفت " هيوافق "

" كيف ستقنعيه إذًا يا ملكة عصرك ؟ "

" هستخدم سلاحي "

اتسعت عينا أولجا و صرخت في الممر " ويحك يا رقية هل ستقتليه ؟ "

التفت إليهما جميع الحراس فقالت رقية بارتباك " أنه تعبيرًا مجازيًا عودوا إلى عملكم يا اصدقاء "
ثم نظرت إلى أولجا بشر و سحبتها و هي تقول "اقفلي بقك ده ...هيقتلوني قبل ما ارجع "

وقفت رقية أمام باب الغرفة التي يباشر أليكسندر منها أعماله و تنهدت و قالت " سامحني يا رب انا هبقى الشمعة اللي هتحترق في سبيل الآخرين "
طرقت على الباب فأذن لها بالدخول ، دلفت هي و أولجا إلى تلك الحجرة فنظر إليهما أليكسندر و ترك الريشة التي كانت بيده و وقف امامهما منتظرًا حديثهما ، حمحمت رقية و قالت " أليكس كنت عايزة اطلب منك طلب كدة "

همهم فتابعت " يعني كنت عايزة اعلم الجواري القراءة والكتابة...و كمان عايزاك تعملهم أنشطة "
امتعض وجهه فور سماعه لطلبها و أردف " و ما الأنشطة التي يمكن أن تفعلها الجواري ...يشاركن بالحروب..ام يبارزن بالسيوف ؟ "
تنهد و أضاف " اذهبي يا رقية فأنا حقًا لست متفرغًا "

كان هناك العديد من الأشياء التي تدور بخاطرها ، كيف ستقنعه و سرعان ما جالت بداخلها جملة من إحدى أفلام الرسوم المتحركة "كلب أعور حزين "
ابتسمت و تمتمت " ده الحل ...الصعبنيات ..الحمدلله أن الواحد كان بيحب الكرتون "
ثم نظرت إلى أليكسندر نظرات مليئة بالحزن و لوت شفتها و ضمت حاجبيها لبعضهما و قالت " وافق يا أليكس عشان خاطري "

لم يبال أليكسندر بمظهرها ذلك و أردف " اذهبي يا رقية ..رجاءً فأنا لست متفرغًا "
تنهدت رقية و اقتربت من موضعه فلم يعد يفصل بينهما إلا ميلليمترات قليلة و أمسكت بياقته ، اخذت تعبث بها و هي تقول بصوت منخفض" كدة ...كدة يا أليكس تكسر بخاطري "
ابتلع هو ريقه ثم أردف " بالطبع لا ...لا استطيع كسر خاطركِ يا عزيزتي"

" امال انت مش موافق ليه "
كاد أن يتحدث فابتعدت هي نسبيا  ثم قالت " هو انا بعمل كل ده ليه ؟"
ابتلع ريقه و اخذ نفسًا عميقًا ثم قال  "لماذا ؟ "
" عشان اشغل الجواري عشان محدش يزعجك و ميعملوش مشاكل "
ابتسم هو و قال " حسنًا لكِ ما تريدين "

غريبة في بلادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن