بعيدًا عن المدينة المكتظة و في سفح الجبل تتواجد بلدة تل الحجارة، هذه البلدة التي تفتقر إلى أدنى مستويات الحياة العصرية يعيش أهلها على الزراعة والرعي وتربية المواشي و النحل وكل ما له علاقة بالطبيعة. بمختصر العبارة كانت الطبيعة هناك تفاخر بنفسها، فتلك المباني والصروح الإسمنتية لا وجود لها، وكل السكان يعيشون في بيوت بسيطة كحياتهم البسيطة.
وبالقرب من هناك توجد المدينة التي لا تبعد كثيرًا عن المكان، فالجميع يقصدها من أجل التسوق وكذلك مقتضيات الضرورة كالمستشفى، الثانوية وما إلى ذلك من أمور ملحة...
بتلك البلدة الصغيرة توجد عائلتان ثريتان، الأولى عائلة آل شاهين والثانية عائلة رشوان. تصارعت هاتان العائلتان في الماضي واستمر الصراع بينهما حتى الحين ويبدو أن هذا الصراع لن يتوقف فالضغينة والأحقاد المتراكمة لم تترك أي مجال للصلح بينهما.
عائلة رشوان تتكون من الأب جمال وله ابن وبنت:فراس ست وثلاثون سنة ونهاد أربع وعشرون سنة. توفيت أمهما في وقت مبكر وقد تربيا على يد مربيتهما فريدة التي تهتم بهما وترعى شؤونهما وهي تكن لهما كل الحب و الإخلاص، وقد تزوج والدهما حديثًا بفتاة شابة اسمها ماجدة.
أما عائلة آل شاهين فهي عائلة كبيرة متكونة من الجد سعدوقد توفي منذ زمن والجدة شمس وهي عجوز خرفة ومقعدة تعيش في الفيلا الضخمة التي تركها لها زوجها الراحل والتي يسميها الجميع قصر آل شاهين وهناك تعتني بها بهية وزوجها وديع وهذان الاثنان كانا يخدمان العائلة منذ شبابهما وحتى بعد أن مات الجد وانفصل عن المكان كل أولاده بقي هذان الاثنان وفيان للجدة العاجزة وهما يهتمان بها على أكمل وجه.
لسعد وشمس خمسة أولاد. أكبرهم هادي وزوجته صفية وله أربع أولاد الأول وائل وعمره ثمان وثلاثون سنة كان متزوجًا لكنه وبسبب خلافات مع زوجته حول مسألة الإنجاب طلقها وهو يعيش مع والده وبقية الأسرة. الثاني هو فؤاد، عمره أربع وثلاثون سنة أعزب ويواعد الكثير من الفتيات لكنه لم يجد من تناسبه حتى الآن. الثالثة هي لينا وهي طبيبة جديدة بالمستشفى بالمدينة وهي تبذل كل مجهودها وتفانيها في عملها عمرها ثمان وعشرون سنة وهي غير مرتبطة أما أصغر الأولاد فهو حسام عمره اثنان وعشرون سنة وهو شاب مرح يحب اللهو يرتاد الجامعة.
أما ثاني الأولاد فهي أروى التي اختفت قبل زمن ولا أثر لها ولا أحد يعلم إن كانت حية أو ميتة.
ثالث الأولاد هو رشاد وقد توفي قبل أعوام وزوجته كاميليا كانت قد تركت المنزل قبل موته بأيام لذلك أصبح ابنه ريان وحيدًا في فترة مبكرة من شبابه وعمره الآن ست وثلاثون سنة.
رابع الأولاد هو قيس وهو حي يرزق لكن زوجته متوفاة، لديه ابنتان اثنتان الكبرى ميس وعمرها أربع وثلاثون سنة والثانية ناريمان وعمرها سبع وعشرون سنة.
آخر العنقود هو كمال والذي ترك المنزل في شبابه بعد أن احتدم الصراع بين أفراد الأسرة الواحدة وسافر إلى الخارج ليكمل دراسته فقد كان مهندسًا بارعًا وأراد أن يلقى النجاح الذي يستحقه.
زيادة على تأزم الحال مع عائلة رشوان فعائلة آل شاهين تتصارع فيما بينها. وأصبح كل الإخوة أعداء. والسبب الرئيسي لهذه العداوة هو المال والممتلكات، فبعد رحيل والدهم بدأت النزاعات تنشب بينهم وشيئًا فشيئا تحولت هذه النزاعات إلى صراعات وأصبح كل واحد منهم يفكر بأنانية ولا يريد سوى مصلحته فهنالك من حضي بنصيب الأسد وهناك من ديس بالأقدام وأخذ منه حقه. ونتيجة لهذه الصراعات بين الآباء تفرق الأحفاد وسار كل منهم في طريق فلم يبقوا متحابين كما في الماضي وأصبح ما جمع بينهم ذكرى من أيام الطفولة.
أنت تقرأ
بقايا ركام لكاتبة بريق الامل
Romanceالانفجار... هو تلك اللحظة التي تضع نهاية للاحتقان والصراع المستمر بداخلك... هو تلك اللحظة التي تمنحك الحرية على حساب روحك المتناثرة أشلاءا في السماء... هو نقطة اللارجوع... وما اصعبها من نقطة تكون النهاية فيها بداية لفصل جديد. فصل من السواد تتخلله آه...