الفصل الثالث

152 4 0
                                    

الفصل الثالث




فتحت لينا الصندوق فوجدت بداخله عدة مستندات قديمة، أخذت تقرأها واحدة تلو الأخرى والدهشة بادية على وجهها.
لينا: هذه سندات ملكية مزرعة عمي رشاد وكذلك بيته و أراضيه... ما الذي أتى بها إلى هنا!!!
وأخذت تفكر وسط دوامة من الحيرة. فخطرت ببالها صورة ريان وهو يشاجر أعمامه قبل أعوام.
كان مراهقًا ضعيف البنية وهو يقف قرب شجرة البلوط وهم من حوله.
ريان: لقد أخذتم حقي... أنتم أخذتم حقي، ممتلكات والدي تؤول إلي بعد وفاته.
نطق عمه قيس: لكنك فقدت سندات الملكية...
ريان: وإن فقدتها! أنتما تعلمان جيدًا أن هذه الممتلكات من حقي.
هادي: أنت مخطئ، والدك لم يكن يملك شيءً هذه ممتلكات جدك ووالدك تحايل عليه وسجلها باسمه...
ريان: لِمَ لم تقولوا هذا عندما كان حيًا؟ لماذا انتظرتم موته لتستبدوا بي.
قيس: والدك كان سكيرًا صعب الميراس ولم نشأ أن ندخل معه في حرب ليست لها نهاية، ولكن بما أنه مات فيجب للحق أن يعود إلى أصحابه...
ريان: أتركا لي المنزل، ليس لدي مكان آوي إليه.
هادي لقد بيع المنزل وسيستلمه صاحبه بعد أيام قلائل.
ريان: وأنا إلى أين أذهب...
قيس: جدتك وحيدة وهي عاجزة و تحتاج لمن يؤنسها.
ثم غادر الاثنان وتركا ريان والدموع تغرق عينيه، كان صبيًا لا حول له ولا قوة رضخ للأمر الواقع.
عادت لينا إلى حاضرها وهي تطلق تنهيدة علها تخرج معها بعضا من السخط الذي انتابها. أيعقل أن ريان كان محقا في كرهه لوالدها وعمها قيس؟.. هذا ما تفسره هذه الأوراق الثمينة التي أصبحت في قبضتها اللآن.

أما ليوباردو فقد كان يحمل نهاد وهو يخرج من الحانة وفواز خلفه.
فواز: هل ستأخذها إلى منزل عزيزك رشوان؟
ليوباردو: أريد أن أفاجئه بزيارة غير مُتوقَعة... خذ المفتاح من علاقة المفاتيح بحزامي وأحضر السيارة من الموقف ، هيا أسرع.
وضع ليوباردو نهاد التي كانت ثملة على الكرسي وجلس بقربها فأسندت رأسها عليه لأنها كانت تشعر بالدوار وهي أصلا غير واعية لما يحدث.
نهاد: عمود الكهرباء يتمايل مابه؟
ليوباردو: غريب! كل شيء يتمايل!... حتى الأشجار و المنازل! أنظري...
نهاد: أجل هذا صحيح... الدنيا كلها تدور من حولي...
ليوباردو: أيتها السكيرة الصغيرة... سيقتلك والدك لا محالة!
نهاد: ليوباردو... خذني إلى تامر، لقد اشتقت إليه.
ليوباردو: أنتن الفتيات غبيات لدرجة تشعرني بالتقزز! لقد ذهب وتركك في حانة سيئة السمعة لوحدك ولم يفكر بك للحظة!
نهاد: أنا أحبه...
ثم صمتت للحظات
نهاد:ليوباردو...
ليوباردو: نعم.
نهاد: اجعلني أحببك حتى أتمكن من نسيانه...
ليوباردو: ليت والدك معنا ليسمع ما تقولين... لربما انفجر وعاء دموي برأسه ومات.
نهاد: لا أعتقد أنني سأحبك مطلقًا أنت سيء السمعة، فظ المعاملة، خشن و سوقي... آخر رجل قد أفكر بأن أحبه...
ليوباردو: لقد جرحت مشاعري المرهفة! كم هذا مؤلم...
نهاد: أنت لا تكف عن الهزأ بي...

كانت لينا في غرفتها جالسة على السرير وهي تحمل الأوراق وعقلها لا يريد استيعاب الأمر الواقع، مع أنها حاولت إيجاد ألف حجة وتفسير لتواجد سندات الملكية الخاصة بريان في حوزة والدها.
لينا: أنا لا أصدق هذا! كان أبي من أخذ الأوراق من ريان... هل كان متفقًا مع عمي قيس على هذا؟
ثم أمسكت برأسها.
لينا: لا يمكن هذا! أبي ليس هكذا... لابد وأن ريان كان محقًا طيلة الوقت... المسكين تعرض للظلم على كل الأصعدة، الآن فقط بدأت أحس به وأتفهم كرهه...

بقايا ركام لكاتبة  بريق الاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن