الفصل السابع والعشرون
أشرقت شمس اليوم التالي على تلك البلدة المترامية المباني في صفحة باهتة بدأت تلمع معالمها احتفاءًا بقدوم الربيع لتزف عروسا في أبهى طلتها كما يحدث كل عام...
استيقظت نهاد باكرا واستعدت للتوجه إلى المدينة للقاء رئيس البلدية فقد كانت الممولة الرئيسية لعدد من المشاريع الترقوية بالبلدة.
وبينما هي تتناول إفطار الصباح رفقة وسيم وفريدة نزلت لينا وانضمت إليهم.
نهاد: سأصحب وسيم إلى الحضانة ثم أتوجه إلى المدينة.
فريدة: أمازلتم تعملون على تلك المشاريع؟
نهاد: أكيد... ينقصنا التمويل ولربما ستتأخر عن آجالها المحددة. المحقق نصر يبذل كل ما بوسعه لمساعدتنا... إنه عضو فعال في مكافحة الجريمة وأيضا في ترقية هذه البلدة. فهو يدعم مشاريعنا بكل ما أوتي من قوة.
ثم قامت مغادرة وفي طريقها التقت بفراس يدخل المنزل فتبادلت معه الابتسامة وخرجت إلى سيارتها رفقة وسيم بينما أقبل هو على طاولة الافطار حيث كانت تجلس لينا مع فريدة.
فراس: صباح الخير.
فريدة: صباح الخير بني... اجلس سأطلب من ورد احضار الفطور لك.
فراس: لا تزعجي نفسك فريدة، سأفعل أنا.
فريدة: كلا اجلس رفقة زوجتك لقد أنهيت افطاري...
جلس فراس بينما رحلت فريدة إلى المطبخ، رفعت لينا نظرها إليه.
لينا: كيف هي حال البقرة؟
فراس: وصل البيطري قبل قليل وحقنها، قال أنها ستتحسن.
وصلت ورد بالطعام فوضعته قرب فراس وغادرت بعد أن شكرها وتابعا تناول طعامهما في صمت وكأنهما لا يمتلكان مواضيعا مشتركة بينهما. إلى أن قرر فراس كسر ذلك الصمت الرهيب.
فراس: ليس لديك اليوم مناوبة بالمستشفى، صحيح.
لينا: أجل.
فراس: فكرت أن نقوم بأمر مسل...
فقاطعته لينا قبل أن يتم كلامه.
لينا: فكرت في زيارة أهلي... سأمر ببهية والعم وديع أولا ثم أتابع طريقي إلى بيت والدي.
لم يجد فراس ما يقوله فقد تيبست اللقمة بفمه. بينما شعرت لينا أنها قد بالغت في تجنبه فقررت تدارك أمرها.
لينا: يمكنك مرافقتي إن أحببت.
فراس: لا... ستكونين مرتاحة أكثر بدوني.
لينا: فراس، أنا لا أقصد ما فهمته...
فراس: أنا بلى... أتعتقدين أنني لم ألاحظ كيف تتجنبينني معظم الوقت. أتعتقدين أنني أستمتع بإرغامك على شيء لا تريدينهx! لينا طفح كيلي... لتفكري مليا وتقرري... إما أن نكون أولا نكون... لا أريد حلولا وسطى...
قال هذا ثم التقط هاتفه من على الطاولة وغادر على مرأى من لينا التي لم تستطع قول شيء. هو محق وهي لا تعرف ماذا ستختار هل ستبقى معه وتجتهد في تمثيل دور الزوجة المحبة أم أنها ستتركه وتعود لمذبحة والدها؟إني خيرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
إختاري الحب أو اللاحب
فجبن ألا تختاري
إرمي أوراقك كاملة
وسأرضى عن أي قرار
قولي إنفعلي إنفجري
لا تقفي مثل المسمار
أنت تقرأ
بقايا ركام لكاتبة بريق الامل
Romanceالانفجار... هو تلك اللحظة التي تضع نهاية للاحتقان والصراع المستمر بداخلك... هو تلك اللحظة التي تمنحك الحرية على حساب روحك المتناثرة أشلاءا في السماء... هو نقطة اللارجوع... وما اصعبها من نقطة تكون النهاية فيها بداية لفصل جديد. فصل من السواد تتخلله آه...