الفصل السادس

116 5 0
                                    

الفصل السادس





كانت لينا في غرفتها وهي تمسك بالسندات والدموع تنحدر من عيونها. فأن ترى الشر متأصلا في عائلتها أمر يفوق طاقتها.
لينا: لم أتوقع يومًا أن يكون أبي بهذا الجشع... معه حق ليوباردو، الكل باعه حتى أقرب الناس إليه... هذا ماقد اكتشفته بعد كل هذه السنوات ،والله وحده يعلم ما هو خفي... كره ليوباردو لعائلته وحتى والده نفسه لم يأت من العدم.
ثم لفت السندات ووضعتها داخل حقيبة يدها.
لينا: لن أكون شريكة لكم في هذه الجريمة.

كان ليوباردو يلحق بنهاد التي أبت أن تتوقف هذا الأمر الذي جعله يتمتم ببعض الشتائم اللاذعة وهو يحاول إدراكها.
ليوباردو: ستجننينني أيتها الصغيرة... توقفي...
استدارت نهاد إليه والغضب يتملكها.
نهاد: لا تنعتني بالصغيرة !!!
ليوباردو: مابك!؟ الآن فقط كنت تضحكين!
نهاد: فلتغرب عن وجهي أيها الكذاب.
ليوباردو: أنا كذاب!
ولم يستغرق كثيرا من الوقت ليدرك ما تقصده.
ليوباردو: دعينا من كل هذا وتعالي سأوصلك بسيارة أجرة حتى المنزل.
نهاد: لا تفكر في هذا حتى... أعرف الطريق جيدًا وسأذهب لوحدي.
وصادف أن مرت سيارة أجرة على الطريق فأوقفتها وهمت بالركوب.
ليوباردو: أمتأكدة من أنك لا تحتاجين إلي؟
نهاد: لن أحتاج إلى لعوب مثلك مطلقا .
بقي ليوباردو واقفًا بينما أقلعت السيارة.
ليوباردو: هذا ما كان ينقصني... ستقضي علي الاثنتان بغيرتهما.

كانت نهاد داخل السيارة والغيض يتملكها. تريد أن تفرغ تلك الشحنات بطريقة ما.
نهاد: قال أنه لم يحب في حياته... الكاذب، اعتقدت أنه سيكون صادقًا معي... وأنا السخيفة التي رحت أخبره عن كل شيء...
ثم زفرت بشدة.
نهاد: ميس، من كان يعتقد هذا! حتى أن ناريمان أجمل منها...
ثم أمسكت برأسها.
نهاد: علي صفعه حتى أرتاح...
وأشارت إلى السائق.
نهاد: أوقفني هنا.

كان جمال جالسًا رفقة زوجته على طاولة العشاء فانظم إليهما فراس.
فراس: هل ناديتم على نهاد لتناول العشاء؟
جمال: ليست هنا، إنها عند صديقتها... لماذا لم تحضر ماجدة إلى المنزل بعد أن أتمت تسوقها؟
فراس: كنت مشغولاً... لم أستطع الذهاب.
جمال: أي شغل هذا! إنها زوجتي واحترامها من احترامي، المرة المقبلة دع كل أشغالك واهتم بها.
حاولت ماجدة التخفيف من حدة غضب زوجها فربتت على فخذه بحنو.
ماجدة: كفى حبيبي لقد استقليت سيارة أجرة حتى المنزل، الأمر ليس بهذا السوء.
وقف فراس مغادرًا.
فراس: لن تكون هناك مرة أخرى يا أبي... استخدم لها سائقًا خاصا لأنني لن أقلها إلى أي مكان...
ونظر إلى ماجدة بسخط.
فراس: بصحتكم أنا أشعر بالغثيان و القرف.
وغادر المكان على عتاب أبيه الذي لم يكف عن التعبير عن سخطه وانزعاجه وماجدة تهدئه.

بينما نهاد عائدة إلى حيث كان ليوباردو علمًا منها أنه سينتظر سيارة أجرة أخرى ليغادر شاهدت جماعة من الرجال في شجار فخافت و أرادت العودة هربًا، لكن لفت انتباهها ليوباردو وهم يحاولون النيل منه. فارتعبت وخافت.
نهاد: يا إلهي كلهم على ليوباردو، لن يصمد أمامهم طويلاً...
وفي هذه الأثناء مرت بالطريق السريع سيارة إسعاف مسرعة باتجاه المستشفى القريب من هناك فاستغلت نهاد الفرصة وراحت تركض باتجاه أولائك الرجال وهي تصيح: الشرطة، إنها الشرطة...
هرب الجميع بينما بقي ليوباردو مصابًا على الأرض فأسرعت نحوه برعب شديد.
نهاد: ليوباردو، ليوباردو... هل أنت بخير؟
ليوباردو: وصلت بالوقت المناسب...
نهاد: سأساعدك على الوقوف... أتستطيع ذلك؟
ليوباردو: أجل أنا بخير، لم أتأذى.
نهاد: الدماء تسيل على وجهك، لقد أبرحوك ضربًا بالعصي، رأيتهم كانوا كثر...
نظر ليوباردو بوجه نهال وعيونها المليئة بالدموع.
ليوباردو: لا تخافي أنا بخير.
ساعدته على الجلوس بأحد الكراسي القريبة وراحت تمسح دماءه بالمناديل الورقية التي كانت تحملها بحقيبة يدها.
نهاد: سأنقلك إلى المستشفى.
ليوباردو: لا داعي لهذا ، أشعر أنني بخير.
نهاد: أرسلهم تامر أليس كذلك؟
ليوباردو: أجل أخبروني أنه إنذار منه.
نهاد: أرأيت أنني كنت محقة في قلقي صباح اليوم.
تألم ليوباردو وأمسك بيد نهاد الذي كانت تمسح به وجهه حتى تتوقف.
ليوباردو: لقد آلمتني...
نهاد: آسفة...
ثم نظرت إلى ده الممسكة بيدها وإلى وجهه.
ليوباردو: أتقلقين من أجلي !
تلعثمت نهاد وهي تحدق بعيون ليوباردو.
نهاد: أقصد أنه... أنا... أنا... لا أريد أن تتأذى بي... أقصد بسببي.
ليوباردو: لماذا عيناك مليئتان بالدموع؟
نهاد: كلا... الهواء... إنه بارد...

بقايا ركام لكاتبة  بريق الاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن