الفصل السابع عشر

89 6 0
                                    

الفصل السابع عشر





إنه اليوم الموعود، صباحه ليس كأي صباح... إنه يحمل عبقا وسحرا ليس له مثيل....
كانت تركض مع بهية وورد ليكتمل تزيين المنزل قبل أن يصل الضيوف، فليو استعجل الأمر بشكل كبير. إنها سعيدة وتشعر بالفرح يغزو ذاتها... لكن هناك مغصة من الألم لم تفهم مصدرها، ربما يكون خوفا أو قلقا.... تتمنى أنه كذلك غير أن يكون حدس يسبق الأحداث القادمة.
تنهدت لترمي بتلك المخاوف بعيدا فأقبلت رنى باتجاهها وضربت كتفها.
رنى: هل ستشرحين لي ما يحدث؟ تركتك قبل أيام بعد أن حدث ما حدث في خطبتك لتتصلي بي وتخبريني أن اليوم هو حفل زفافك على ذلك الرجل الوسيم صاحب قتال الشوارع.... هلا شرحت لي ما يحدث فعقلي لا يستوعب شيئا، أم تراك تمزحين معي، أقسم أنني لن أسكت إن كنت أحضرتني إلى هنا في هذا الصباح الباكر من أجل مزحة... هيا هات ما عندك... تدينين لي بتفسير واضح وشامل.
كانت نهاد تود الحديث لكنها وجدت أنها لا تملك جوابا واضحا ومنطقيا.
نهاد: أعتقد أنني أنا نفسي بحاجة لمن يشرح لي ويفسر ما يحدث...
نزلت ماجدة إلى القاعة وهي تنظر إلى الزينة والورد أو بالأحرى كانت تتفقد إن كان فراس بالأرجاء. وضعت يدها على عنقها تمسده متذكرة الألم الذي سببه لها عندما أراد خنقها والإلقاء بها من الشرفة.
يبدو أنه لم يعد يحبها وأصبح حقا يمقتها... تتألم في أعماقها لهذا فقلبها مازال متعلقا به... إنه نوع من التعلق والهوس الذي لن تشفى منه بهذه البساطة... سوف تبقى تقتفي أثره حتى وإن كان هلاكها في محبته كعابد النار يهواها وتحرقه....
اقتربت منها فريدة وهي تحمل بعض الورود البيضاء والشراشف.
فريدة: سيدة ماجدة، أنت بارعة في مثل هذه الأمور... هلا ساعدتني في تزيين المكان حتى ننتهي بسرعة فنهاد ستهتم بتحضير نفسها الآن.
ماجدة: أكيد... انتظري حتى أشرب فنجان قهوة لأستفيق وتنفتح عيوني...
وراحت تخطو باتجاه المطبخ وهي تفكر كيف أن المحقق أهبل ليسامح نهاد على ما فعلته بهذه البساطة ويقرر ترتيب يوم آخر للخطوبة بهذه السرعة.

مر الوقت بسرعة واقترب موعد ذهاب ليو إلى منزل عدوه القديم. لكم هو ممتع أن يضع كبرياءه موطئ قدمه وأن يتلذذ بالدوس عليه مرارا وتكرارا... لكم يرغب برؤية القهر بعيونه وهو يجرده من ابنته وفلذة كبده مثلما جرده هو بالأمس البعيد من إنسانيته...
اقترب وقت الحساب جمال رشوان وما هذه إلا البداية...
كان يردد هذه الكلماتبداخله وهو يقف قرب المرآة وفواز يساعده على لف ربطة العنق.

فواز: نسيت كيف تربط، لحظة من فضلك.
ليوباردو: دعك منها فهي تخنقني...
فواز: هل ستذهب من دون ربطة عنق؟
ليوباردو: أشعر فيها وكأنني بهلوان.
فواز: لو عاد الأمر إليك لذهبت بثيابك اليومية.
خلع ليوباردو ربطة العنق وطوى الياقة بإحكام.
ليوباردو: كيف أبدو؟
فواز: أعتقد أنك تبدو أفضل هكذا...

وجدت لينا باب الغرفة مفتوحًا فدخلت ونظرت إلى ليوباردو في المرآة مبتسمة فالتفت إليها.
لينا: تبدو وسيمًا يا بن عمي...
ليوباردو: شكرا على تملقك... هل جهز الجميع؟
لينا: إنهم بانتظارك... وأنا لا أتملقك أيها المتغطرس، أنا أقول الحقيقة...
فواز: دعك منه فهو لا يعرف اللباقة... سأطلب إلى سائقي السيارات الاستعداد... لا تتأخر ليوباردو.

بقايا ركام لكاتبة  بريق الاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن